استراتيجية للربط بين مخرجات التعليم والتدريب لخدمة سوق العمل المحلية
أكد منتدى “أسبار” الدولي بالرياض ضرورة تحول المملكة الشامل والسريع نحو مجتمع المعرفة والاقتصاد، منوها بدور المعرفة الإيجابي في رفع كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية وقدرتها الاستيعابية لتحويل المعرفة لاقتصاد، في ظل التركيز على التجارب العالمية الناجحة في اقتصاد المعرفة لترسيخه وتبيان مدى التلازم بين مجتمع المعرفة والرقي بمستوى المعيشة.
وأوضح الدكتور علي بن ناصر الغفيص وزير العمل والتنمية الاجتماعية، أن المشاركة في منتدى أسبار الدولي تهدف إلى الاستفادة من الخبرات والتجارب والمعارف والعلوم التي تطرح في المنتدى، لافتا إلى العمل على إعداد استراتيجية للربط بين مخرجات التعليم والتدريب لخدمة سوق العمل المحلية.
وأشار إلى أن “التدريب المهني” سيتم ربطها مع وزارات “العمل” و”التخطيط” بهدف إنتاج كفاءات متميزة تخدم سوق العمل السعودية، مؤكدا أن الفرص الوظيفية في مجالات التقنية متوافرة، نافيا أن يكون الطلب على توظيف خريجي الجامعات أكثر من خريجي المعاهد التقنية، إذ إن خريجي معاهد التدريب التقني يعملون في العديد من القطاعات.
وأضاف في تصريحات صحافية عقب رئاسته جلسة محور المنظمات والمعرفة في منتدى أسبار الدولي بعنوان “المعرفة قوة”، برعاية الأمير فيصل بن بندر في الرياض ، أن منظومة التدريب ستعمل بشكل متكامل بهدف إمداد سوق العمل بالمخرجات المناسبة التي تساعد في تخفيض نسبة البطالة، مشيرا إلى أن هيئة توليد الوظائف، وهيئة المنشآت الصغيرة، ستساعدان في تحقيق فرص عمل مباشرة، وغير مباشرة.
وأعلن الغفيص إطلاق وزارته “منصة بحر” التي تهدف إلى أن تكون منصة تربط أصحاب الأعمال المستقلة بأصحاب العمل، كاشفا عن رغبته في تشكيل فريق عمل مشترك مع مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام من أجل تطبيق مخرجات المنتدى ليلمسها المجتمع على أرض الواقع.
وأبان أن تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاريع المختلفة سيوفر العديد من الوظائف في قطاعات عديدة، وستساهم في خفض نسبة البطالة بين الخرجين، مؤكدا أن الشباب السعودي يتألق في الإبداع عندما تتاح له الفرصة.
من جهته، بين المهندس ناصر النفيسي نائب الرئيس لشؤون “أرامكو السعودية” أن أرامكو يعمل فيها 66 ألف موظف وموظفة، 50 في المائة منهم تحت عمر الثلاثين، وأن تركز على الإنسان، لهذا كان الاهتمام بالاستثمار في المعرفة، التي لا تنتهي ويجب الاستمرار في البحث عنها.
ووصف المنتدى بالمنصة المهمة لإطلاق الأفكار واقتراح الآليات لدعم منظومة المعرفة، بما يخدم أهداف “رؤية المملكة 2030″، قائلا إن حجم الاستثمار في الصناعات القائمة على المعرفة يشهد نموا مطردا في الاقتصاد العالمي.
ونوه أن المملكة حققت إنجازات نوعية في هذا المجال، وفي مقدمتها تنامي أعداد براءات الاختراع المسجلة باسم المملكة، حيث يشير تقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015-2016 إلى أن المملكة جاءت في صدارة الدول العربية، مستحوذة على قرابة 300 براءة اختراع في عام 2014، ويجب حشد الجهود للنمو في اقتصاد المعرفة.
واعتبر دكتور محمد الجاسر رئيس مجلس المنافسة والمستشار في أمانة مجلس الوزراء أن المنافسة مهمة في دعم الإنتاج فالصين وروسيا لا ينقصهم الإنتاج لكن ينقصهم المنافسة وهذا سبب تغلب أبل على شركة نوكيا، قائلا إن “رؤية 2030” ركزت على اقتصاد الكفاءة.وضرب مثلا في كفاءة المكيفات و كيفية توفير الطاقة وإنتاج الهواء البارد وهذا ما يعمل على المنافسة بتحقيق أفضل أداء للاقتصاد واستغلال الموارد بأقصى قدر متاح.
من جهتها، ذكرت الدكتورة أفنان الشعيبي الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطاني أن هذا المنتدى يدعم “رؤية 2030” بالانتقال من اقتصاد الطاقة إلى اقتصاد الطاقة وهو أرضية ملائمة لعقد شراكات تسهم في نجاح الرؤية وتقلل من الاعتماد على النفط.
وبينت ولاء النحاس المستشارة في التنمية الاقتصادية أن على رواد الأعمال أن يساهموا في توطين التقنية وتوطين العمالة المحلية وتمكين القدرات السعودية للعاملين في التقنية. وأشارت إلى أن على رواد الأعمال عدم التكدس بالمدن الكبرى بل الاتجاه للمدن الصغيرة والقرى، مطالبة الجهات التمويلية بالتعامل مع ريادة الأعمال كهدية وليس كقرض وتحفيز خيارات التمويل أمامهم.
بدوره، أضاف البروفيسور جاستن جانسن أستاذ ريادة أعمال الشركات في كلية روتردام للإدارة أن إيجاد شركات وتنمية اقتصاد المستقبل منوط بدعم رواد الأعمال، واعتبر أن ظهور شركة كأوبر غير المنظومة الاقتصادية بالكامل، وأعطى خلاصة وقاعدة لنجاح المنظمات تتمثل التشارك بين التنوع والهوية والتعاون لإيجاد الابتكار.