انطلاق موسم تنوين الإبداعي في نسخته الثانية بأكثر من 230 فعالية (صور)
انطلقت يوم أمس فعاليات النسخة الثانية من موسم تنوين الإبداعي التي ينظمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الفترة من 11- 27 صفر 1441هـ الموافق (10- 26 أكتوبر 2019م) كأكبر حدث إبداعي تشهده المملكة، وذلك بــ 232 فعالية ثقافية وفنية وعلمية، حيث تتنوع الفعاليات بين معارض فنية وعروض مسرحية وورش عمل وندوات تدور حول مفهوم اللعب كأداة تجمع بين التعليم والترفيه، ومن المتوقع أن تجذب هذه الفعاليات الجمهور من كل الفئات العمرية.
وذكر مدير عام الشؤون العامة لأرامكو السعودية المهندس فؤاد الذرمان “نحن في أرامكو السعودية مهتمون بصناعة المستقبل عبر إلهام أجيال المستقبل، ويسعدنا بأن إثراء، وهو مبادرة الشركة للمجتمع الوطني والعالمي يحتضن تنوين”.
وأضاف “يدمج تنوين بمعادلة مميزة الفنون والعلوم والتقنية وريادة الأعمال بمشاركة رواد ومبدعين محليين وعالميين لإلهام خيال 100 ألف مشارك سيكون منهم المبدع والمبتكر في المستقبل القريب”.
وصرحت مديرة مركز إثراء المهندسة فاطمة الراشد “ندشن اليوم تظاهرة تحتفي بالصناعات الإبداعية بكل أشكالها من فن وموسيقى ومسرح وعلوم وابتكار وريادة أعمال، وتتناول كل مجال من هذه المجالات عبر منظومة من البرامج التفاعلية والأنشطة والمحاضرات والعروض، في موسم إثراء الإبداعي” تنوين”.
وقالت”إن هذه المبادرة الطموحة التي نسعى لأن تكون وجهة عالمية للموهوبين والمبدعين والشغوفين للمعرفة من شتى أنحاء العالم، ومنصة لتقديم المواهب الابتكارية الخارجة عن المألوف لتكون نافذة السعودية نحو العالم ومقصدًا للسياحة الإبداعية”.
وأوضح مدير البرامج في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) عبدالله الراشد أن موسم تنوين يشهد هذا العام تقديم ما يزيد على 70 ورشة عمل تهدف إلى تطوير المستوى التصميمي والإبداعي للمشاركين من المصممين والمهنيين والطلاب، حيث سيتم طرح “اللعب” بمفهومه الإبداعي في تنوين وبمساراته الأربعة، (اللعب والتقنية وأساليب اللعب وأدوات اللعب ومساحات اللعب)، كمادة فريدة وتفاعلية في بيئة محفزة وداعمة للإبداع.
وأضاف، “تشهد النسخة الثانية من تنوين مشاركة 35 متحدثًا وملهمًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتفكير الإبداعي والفنون وكذلك أكثر من 13 معرضًا تفاعليًا و30 حلقة نقاشية يشارك فيها نخبة من صناع الفكر والثقافة بالعالم ليضع تنوين زواره أمام فرصة مهمة لاكتساب المعرفة واكتشاف تجارب مختلفة”.
وأشار الراشد إلى أن الإعداد لهذا الموسم تم بعناية من خلال باقة مختارة من ورش العمل التي تغطي أكثر من 23 اختصاصًا، وتتبنى هذا العام مفهوم اللعب كمكون أساس للابتكار والتفكير الإبداعي من خلال محاكاة تطبيقية للألعاب في العلوم والتصنيع والتواصل من أجل صناعة محتوى محلي الصنع وعالمي القيمة والتأثير يستهدف المختصين والمحترفين.
ويلفت إلى أن إثراء نظم قرابة 9 آلاف برنامج خلال 2019 وأكثر من 100 ورشة عمل، ومن المقرر أن يستضيف المركز 4 معارض عالمية ومحلية في متحف إثراء، إلى جانب 15 عرضًا مسرحيًا وأكثر من 100 متحدث عالمي في العام المقبل 2020، حيث يمكن للزوّار من داخل المملكة وخارجها الاستمتاع بالبرامج والفعاليات المقدمة.
ويُستهل موسم “تنوين” بباقة مميزة من المعارض التشكيلية لفنانين من مختلف أنحاء العالم، والتي من أبرزها فعالية (لومينيرويم .. عالم العجائب!) للمصمم البريطاني (آلان باركنسون)، حيث تُعرض منحوتات مستلهمة من العمارة الإسلامية وتجمع بين الإبداع المعماري في التصميم وانعكاسات الألوان وتنوعها. إلى جانب معرض لوحة (المشكال) للفنانة (كارينا سميغلا)، والتي تمزج بين الإبهار الفني والمعرفة الدقيقة بالألوان وانطباعاتها في أجواء تعكس علاقة الفن التشكيلي والتأثيرات البصرية.
كما يستقبل مسرح “إثراء” باقة من العروض المسرحية والموسيقية ذات الطابع العالمي، منها عرض “ساحر أوز العجيب” المأخوذ عن رائعة هوليوود الكلاسيكية التي تحمل الاسم نفسه وتقدم أغاني الفيلم الشهيرة على مسرح إثراء لأول مرة بالمملكة في أداء حي ومباشر أمام الجمهور. بالإضافة إلى “عرض الدمى العملاقة” حيث ستجوب الدُّمى الطرق في عرض فني تفاعلي تقدمه شخصيات محببة للصغار والكبار على حد سواء. أما عشاق الموسيقى العربية فعلى موعد مع عرض “الموسيقى العربيّة بروح الجاز” للفنان (طارق يماني) والذي يمزج بين الموسيقى العربية وموسيقى الجاز الأمريكية.
وتجمع الأنشطة والتجارب العلمية بين الترفيه المختلف واللعب النوعي، يقدم “إثراء” لجمهوره من الأطفال والشباب باقة مختارة في جو من المرح والمتعة، فهناك فعالية “ADA” التي تمثل الفن التفاعلي، حيث تعرض كائنات هوائية ممتلئة بالهيليوم لتطفو بحرية في غرفة لتحاكي طفو الكواكب والمجرات في الفضاء، وتصحب فعالية (عرض غريغ فوت: الرياضات الخطرة) الجمهور من خلال مقدّم البرامج الشّهير”غريغ فوت”، ليتم عرض الكثير من الألعاب التي تتنوّع بين الحركات البهلوانيّة الجريئة، والقفزات العالية المُثيرة، إضافةً إلى فعالية (الهواء بطعم الحلوى)، التي سيتذوق خلالها الجمهور حلوى”المرنغ” الشهيرة المصنوعة من الهلام الهوائي الأخف وزنًا في العالم، لتسبح هذه الحلوى حرفيًا في الهواء.
وسيكون الأطفال على موعد مع حزمة من الأنشطة التفاعلية والترفيهية، كفعالية (الصناديق السحرية) وهي عرض للدمى في صناديق باستخدام تقنية الرسوم المتحركة، وفي كل صندوق قصة مختلفة عن بقية الصناديق. وكذلك فعالية “معركة الورق” والتي سيخوض خلالها الجمهور معركة ورقية تصنع فيها الأسلحة والطائرات والدروع من الورق المقوى في أجواء من الحماس والإثارة. ومغامرة “غرفة الهروب” حيث سيكون على الزوار القيام بعدة مهام في مدة زمنية محددة علاوة على حل الألغاز والبحث عن أدلة للهروب من الغرفة.
ولم تغفل الفعاليات شموليتها لكل الفئات وشرائح المجتمع حيث خصصت عددًا من الأنشطة لذوي الإعاقة السمعية والبصرية، فهناك تجربة برنامج “كرة القدم العمياء” والتي تقدمها “أكاديمية برشلونة لكرة الصغار” احتفالاً باليوم العالمي للإبصار، حيث تتضمن هذه الفعالية ساعات من التدريب العميق والاحترافي في كرة القدم يتبعها إقامة مباراة للمكفوفين وضعاف البصر، أما ذوو الإعاقة السمعية فيقدم لهم فعالية “تجربة الزمكان عبر اللمس” لاكتشاف أبعاد الزمان والمكان في أعمال الفنانين السعوديين المعاصرين.
كما تعقد مجموعة كبيرة من الندوات وورش العمل في مختلف المجالات كمسرح العرائس والرسوم المتحركة والتقنيات الحديثة، إضافة إلى ورش العمل والندوات التي تعرض مفاهيم اللعب وأساليبه ومساحاته وأدواته وتقنياته المختلفة وعلاقته بالفنون والثقافة والابتكار.
يُذكر أن الفعاليات التي يقدمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) تهدف إلى تطوير وتقديم منتجات معرفية مبتكرة، بالإضافة إلى خلق القيمة المضافة المرجوّة من خلال إنشاء علاقة إستراتيجية بين المركز وبين شركائه والزوّار، عن طريق تحفيز استدامة المجتمعات الإبداعية والثقافية، ويتمثّل ذلك من خلال دعم وإبراز المواهب في بيئة محفزة على إنتاج وتبادل المعرفة، بشكلٍ مشرّف يفخر به الوطن.