بالصور..الأميرة موضي بنت خالد: حجم القطاع غير الربحي ضخم جداً لكنه يحتاج إلى توجيه
عقدت مؤسسة الملك خالد الخيرية في مقرها بمدينة الرياض، مساء أمس ، ملتقى “حوارات تنموية” في دورته الخامسة تحت عنوان “دور القطاع غير الربحي في تنفيذ رؤية المملكة 2030″، وذلك لمناقشة دور منظمات القطاع غير الربحي في تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة التي تسعى إليها رؤية المملكة 2030م، وإسهاماتها المأمولة في النمو الاقتصادي وقدرتها على توليد الوظائف وتوفير الخدمات والاستثمار الاجتماعي.
وتحدّث في الملتقى كل من صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز عضوة مجلس الشورى الأمينة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية، ووزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج الحقباني ، ووزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ، وعضو مجلس الشورى الدكتور خالد العواد ، إضافة إلى عدد من الخبراء والمختصين في العمل الخيري والتنموي في المملكة.
وكشفت مؤسسة الملك خالد الخيرية خلال الملتقى عن نتائج دراسة استطلاعية أجرتها للمنظمات غير الربحية بمختلف مناطق المملكة للتعرف على جاهزية القطاع غير الربحي في تنفيذ المبادرات والأهداف المأمولة منه في رؤية 2030 حيث كان من أبرز نتائجها أن 54% من المشاركين في الدراسة من المنظمات غير الربحية يرى أن القطاع غير الربحي قادر على رفع نسبة مساهمته في إجمالي الناتج الإجمالي المحلي من ١٪ إلى ٥٪، كما رأى أقل من نصف المشاركين أن القطاع سيسهم في رفع أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع، واتفق نحو 55% منه على أن القطاع قادر على تطوير الأنظمة واللوائح الممكنة للعمل التنموي باستقلالية مالية وفنية تامة، كما رأى 34% من المشاركين أن القطاع غير الربحي قادر على خصخصة الخدمات في قطاعات الصحة والتعليم والأبحاث والبرامج الاجتماعية والثقافية، بينما رأى 33% أن نجاح القطاع غير الربحي في خصخصة الخدمات في تلك القطاعات “غير مؤكد”.
فيما أكد نحو 48% من المنظمات غير الربحية المشاركة في الدراسة أن القطاع قادر على استقطاب العاملين في القطاع غير الربحي من 0,6% إلى 1.4% ، بينما رأى 14% عدم قدرة القطاع على ذلك، في حين رأى نحو 42% من المشاركين في إحصائية قياس عدد المستغنين عن الضمان الاجتماعي خلال خمس سنوات أن القطاع غير الربحي قادر على رفع نسبة المستغنين عن المعاش الضماني، فيما يجد 30% من المشاركين عدم قدرة القطاع على ذلك.
وفي كلمة لها في بداية الملتقى أكدت صاحب السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية أن دور القطاع غير الربحي محوري في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، مبينةً أن القطاع أخذ وضعه الصحيح والمناسب في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمساهمة في رفع الناتج المحلي، مشيرة إلى أن الوطن لا يكتمل بناؤه إلا بتكامل أدوار العاملين في القطاعات كافة (الحكومي والخاص وغير الربحي).
وانطلقت الجلسة الرئيسية بحديث صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز الأمينة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية وعضو مجلس الشورى، حيث أكدت أن القطاع غير الربحي في نمو متزايد ولكنه يحتاج إلى توجيه، مشيرة إلى أنها شاركت من خلال مجلس الشورى في اقتراح إنشاء هيئة متخصصة في مساعدة القطاع غير الربحي.
وأوضحت أن حجم القطاع ضخم جدا ويحتاج الكثير من المشاريع للقيام بدوره المأمول، مبينة أن كل هذه الأشياء الضخمة القادمة للميدان من خلال خطط وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة التجارة والاستثمار بحاجة إلى عمل غير عادي، لتحسين إدارة القطاع.
وأعتمد الملتقى في نسخته الحالية ثلاث حلقات للنقاش والحوار؛ إضافة إلى الجلسة الرئيسية التي تضمنت محورين مهمّين، حيث تركزت الحلقة الأولى على مشاركة القطاع غير الربحي في تقديم الخدمات، فيما خصصت الحلقة الثانية عن بحث الحلول التمويلية للقطاع غير الربحي في المملكة والاستخدامات المبتكرة للأوقاف، أما الحلقة الثالثة فقد تناولت بحث دور البيئة التنظيمية والتشريعية الداعمة للقطاع وفقا لرؤية المملكة 2030م.
في حين ركزت الجلسة الرئيسية التي جمعت الوزراء والمسؤولين المعنيين بالتنمية والاقتصاد بنخبة من المهتمّين بالشأن الخيري والتنموي على محورين رئيسين أولهما: مساهمة القطاع غير الربحي في النمو الاقتصادي وتوليد الوظائف، وثانيهما: ممكّنات ومحفزات القطاع غير الربحي.
يُشار إلى أن ملتقى حوارات تنموية يهدف إلى تسليط الضوء على أهم القضايا المجتمعية والعمل على مناقشتها من أجل المساهمة في دعم المسيرة التنموية والتغيير الإيجابي في المملكة، وعُقدت حتى الآن أربع دورات للملتقى ناقشت عدداً من المحاور التي تهم قضايا التنمية الاجتماعية وأهمية إشراك القطاع غير الربحي في صياغة برامج التنمية الوطنية، إضافة إلى بحث أوجه تمكين الشباب ودعم مشروعاتهم الخاصة، وعقدت هذه الملتقيات بمشاركة نخبة من صنّاع القرار والمسؤولين وقادة الرأي في المجتمع.