مشاركون بمنتدى الـرياض: المنطقة تحتاج لخطة “مارشال” ثقافية لمحاربة الإرهاب
شهدت الدورة الإفتتاحية لمنتدى الـرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، تنظيم جلسة نقاشية مفتوحة بعنوان “مواجهة الإرهاب: الصورة الإقليمية”، تم خلالها تسليط الضوء على سبل مجابهة الفكر الإرهابي المتطرف في المنطقة.
وقال نديم قطيش، صحفي ومقدّم برنامج “دي ان اي” على قناة العربيّة، والكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، والذي أدار دفة النقاش :”العالم الإسلامي يبدوا حاليا كأوروبا عام 1945 ونحن بحاجة لخطة “مارشال” ثقافية لإعادة بناء منطقتنا”، ومضى بالقول :”التحالف بين الإرهابيين والمتطرفين هش جدا ويجب علينا أن نستخدم جميع قدراتنالوضع حد للإرهابعبر مجابهة االتطرف العنيف”.
وناقشت الجلسة بشكل مفصل النزاع اليمني كمثال للوضع الإقليمي الحالي، وأنه قد تم التركيز بشكل كبير على تنظيم داعش الإرهابي حتى نسي الكثير منا مخاطر تنظيم القاعدة الذي يستغل الوضع الحالي لإعادة التموضع وبناء قدراته في المناطق غير الخاضعة للسيطرة الحكومية على إمتداد المنطقة، وأن اليمن تمثل بيئة خصبة تمكن تنظيم القاعدة من تعزيز قدراته، وأن الفضل يرجع لقيادة المملكة العربية السعودية وشركائها في التحالف العربي في تقليص وتيرة تجنيد الإرهابيين لصالح تنظيم القاعدة في اليمن. وفي ظل الهزائم العسكرية التي منى بها، تحول تنظيم القاعدة حاليا إلى تبني تكتيك جديد يتمثل في حل المشكلات الشعبية وتقديم يد العون للمجتمع، كغطاء لأنشطته الإرهابية.
من جانبها قالت الدكتورة إليزابيث كيندال، كبيرة الباحثين في جامعة أوكسفورد :”المشكلة الرئيسية فيما يخص تنظيم القاعدة في اليمن تتمثل في تقبل الناس لهم وعدم مواجهتهم، حيث تظهر أبحاثي أن أكثر من 56% من التغريدات التي تم تحليلها في اليمن كانت حول عمل تنظيم القاعدة في مشروعات تنمية مجتمعية وإحداث تغيير إيجابي في اليمن”.
وشددت الجلسة النقاشية على أن هذه التكتيك يحظى بدعم مجتمعي ليس فقط في اليمن بل في العديد من المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في بعض الدول، وأنه دون وجود حكومات ملتزمة وقوية ومشاركة الهيئات غير الحكومية في تعزيز قدرات المجتمع، فسيجد الإرهابيين دوما موطىء قدم في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقد أدار الجلسة الرابعة “مواجهة الإرهاب: الصورة الإقليميّة”، نديم قطيش، صحفي ومقدّم برنامج “دي ان اي” على قناة العربيّة، والكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، بمشاركة الدكتورة إليزابيث كيندال، كبيرة الباحثين في جامعة أوكسفور، والدكتور لورينزو فيدينو، مدير برنامج دراسات التطرّف في مركز الأمن الإلكتروني والقومي في جامعة جورج واشنطن الأمريكيّة، والدكتور جاك كارفيلّي، كبير المستشارين لمؤسسة الشراكة العالميّة للموارد، والمدير السابق لسياسات عدم انتشار الأسلحة النووية (روسيا والشرق الأوسط) في فريق مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض تحتإدارة الرئيس كلينتون، والدكتور يحيى أبو مقايد، الممثل الخاص لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهابإنعقد تحت رعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي أعلن عن تشكيله في (15 ديسمبر 2015م) صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، هو تحالف إسلامي دولي بقيادة المملكة العربية السعودية يضم تحت لوائه (41) دولة إسلامية وعددا من الدول الداعمة ، ويهدف إلى تنسيق وتوحيد الجهود والعمل في المجالات الفكرية، والإعلامية،ومحاربة تمويل الإرهاب، والمجال العسكري في الدول الإسلامية لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب والتكامل مع جهوددوليةأخرىفي مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين. كما يعمل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على بناء قاعدة معلومات ثرية حول برامج محاربة الإرهاب وأفضل الممارسات التي تتبناها الدول الأعضاء والمنظمات الدولية.