ملتقى العمران السياحي بأبها يناقش آليات إحياء البناء التقليدي
يناقش ملتقى العمران السياحي للمناطق الجبلية، الذي تنظمه أمانة منطقة عسير ، وجامعة الملك خالد والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في أبها خلال المدة ( 28-29 / 12 / 1438 هـ)، وضع آليات وروئ علمية لآليات إحياء البناء العمراني التقليدي في المنطقة، وذلك من خلال طرح أوراق عمل في عدة محاور منها ( مستقبل السياحة في المناطق الجبلية، والاستثمار السياحي في المواقع الجبلية).
وأوضح مدير التراث العمراني بفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس عبدالعزيز غانم أنّ من أهم العوامل المؤثرة في نشوء الأنماط العمرانية والعمارية، (عوامل المناخ، الطبوغرافيا، العوامل الاجتماعية والاقتصادية) فيما يعزو انحسار نمط العمران العسيري ووحدته المعمارية إلى قلة الأيدي العاملة الماهرة وتغير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار غانم إلى أن من أبرز آليات الإحياء للطرز العمراني والمعماري إعادة تأهيل الكوادر البشرية، وتأسيس إدارات متخصصة في الأمانة والبلديات والتوعية إعلاميا بأهمية التراث العمراني وتوظيف المباني التراثية والتاريخية في استخدامات سياحية جديدة وتفعيل دور الجهات المختلفة في تنمية وتطوير التراث العمراني، بجانب التشريعات والقوانين الخاصة به، وإعداد تصاميم معمارية تحاكي روح العمارة العسيرية القديمة.
من الجدير بالذكر أن البيوت والمباني المختلفة ليست مجرد هياكل معمارية جامدة، ولكنها عناصر محمّلة بكثير من المؤشرات والدلالات الفنية والمعمارية، إذ تمثل أشكال وأنماط العمارة جزءاً رئيساً من مكونات ثقافة أي دولة وتراثها، فهي ترتبط بروابط وثيقة بالبيئة والجغرافيا التي تحيط بها، وتستمد من المكان طابعها العام وملامح خصوصيتها، كما تستمد مواد البناء من الخامات المتوافرة في البيئة وفقاً لطبيعتهاً، وهو ما يجعلها قادرة على التكيف مع البيئة والحفاظ عليها، لتكتسب صفة محوّرية وهي الاستدامة، ولذلك تمثل دراسة الأنماط المعمارية السائدة في مكان ما عاملاً مهماً في دراسة طبيعة هذا المكان وتاريخه، بينما تعدّ التحوّلات التي تطرأ على المباني وأشكال العمارة مؤشراً إلى تتبع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع.