“نقد الرواية العربية المعاصرة والايدولوجيا” في ندوة بمهرجان “الجنادرية 31”
اختتم النشاط الثقافي المصاحب لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة ” الجنادرية 31 “، الليلة الماضية بقاعة الملك فيصل بفندق انتركونتيننتال بالرياض فعالياته بندوة عن ” نقد الرواية العربية المعاصرة والايدولوجيا“.
وشارك في الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة و أدارها الدكتور معجب العداوني كل من الدكتور سعد بن عبدالرحمن البازعي عضو مجلس الشورى السابق ، وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض والدكتور عامر الحلواني من جامعة الملك فيصل بالأحساء ، والمفكر المغربي الدكتور سعيد علوش .
وتحدث الدكتور سعيد علوش في بداية الندوة عن الراوية في الوطن العربي وتعدد مشاربها اللغوية والأدبية، والظواهر التي أثرت فيها، مؤكداً تأثر الراوية العربية بعدد من العوامل والظواهر الخارجية، مستعرضاً تطورها وعناصر القوة والضعف فيها، وتطرق الى ما لها من جوائز ومهرجانات في بعض الدول العربية وعده محفزاً لتطورها .
من جانبه تحدث الدكتور سعد البازعي في ورقته العلمية المشاركة في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة ” الرواية بين الرؤية والايديولوجيا ” عن الرواية بأن شأنها شأن اي عمل أدبي حيث تتخذ تلك الصياغة إحدى صورتين أما رؤية أو أيديولوجيا.. وهما الطرفان اللذان لابد للعمل الروائي أن يجنح باتجاه أحدهما، وهما أيضا الطرفان اللذان يصعب تصور تحققهما التام في العمل الروائي، لان الأول وضع مثالي من الحيادية المتوازنة بين مختلف وجهات النظر، بحيث يصعب تبين وجهة ما، فيما الثاني غرق في الخطاب السياسي أو الفلسفي أو الأخلاقي او غيره من الخطابات “.
وأكد البازعي أنه كلما كان هناك توازن بين وجهات النظر كلما قرب الى أن يكون العمل روائيا، وهذا من سمات التميز في الاعمال الأدبية والفنية عموماً، وهذا ما يتيح للمتلقي مساحة أكبر للتفاعل والقراءة التي تغني العمل.
وأوضح أن الرواية مثل العمل المسرحي، يتوقع منه التعدد في النظر الى العالم، وإلى الظواهر أو الأحداث أو الأشياء، ومعرض إلى الانحياز الحاد نحو أحادية النظر ومن ثم إلى تخير الأشياء وتأويل الواقع على النحو الذي يظهر ما يرى الكاتب أنه الحق. واستعرض البازعي ثلاثة روايات في أطروحته التي نقد فيها أدلجة النص الروائي.
من جهته قدم الدكتور عامر الحلواني من جامعة الملك فيصل بالأحساء ورقة بعنوان ” الرواية العربية المعاصرة.. بين الملفوظ الأيديولوجي والوهم المرجعي “, عالج فيها المفارقة المعلنة بين الرواية بوصفها نوعا أدبيا، والايديولوجيا بصفتها نسقاً فكرياً ومفاهيمياً، مما يجعل التقاءهما في النص الروائي أمراً مثيراً لمساءلة منهجية ومعرفية.
واستعرض عدداً من الروايات العربية ورموزها في الوطن العربي، والموضوعات التي تطرقت لها وعالجتها بأسلوب أدبي متزن، متطرقاً الى مفهوم الأيديولوجيا وانه مصطلح لا ينتمي الى مجال مفهومي خاص ومحدد، بل تتجاذبه مجالات فلسفية وفكرية وسوسيولوجية وأنثروبولوجية وسياسية وأدبية كثيرة.
وفي نهاية الندوة فتح باب المداخلات التي أثرت محتوى الندوة .