الحرف والصناعات اليدوية ترسم التقارب الثقافي بين الدول العربية في سوق عكاظ
رسمت الحرف والصناعات اليدوية التقارب الثقافي بين الدول العربية في سوق عكاظ حيث تميزت المملكة الأردنية الهاشمية خلال مشاركتها في السوق بعرض اللوحات المصنوعة يدوياً والمنقوش عليها صور لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين إضافة إلى الصور المزخرفة بالنقوش الإسلامية والآيات القرآنية والأشعار ، إضافة لقسم خاص يحوي اللباس النسائي التقليدي الأردني الذي يتم استخدامه في مناسبات مختلفة إلى جانب أدوات الزينة التي تستخدمها المرأة الأردنية قديماً .
وتصدرت صناعة الفخار جناح جمهورية مصر العربية باستخدام الطين الأسواني نسبة لأسوان المضاف عليه قليل من الماء والذي يتم تشكيله بمقاسات مختلفة بحسب نوعية الفخار وتجفيفه بعد ذلك لإضافة النقوش والزخارف التراثية بخطوط مستوية أو مائلة وألوان مختلفة تضفي على المنتج شكلي جمالي قبل استخدامه . ويعرض الجناح بعض المنتجات مثل الإبريق والزير والمبخرة والأطباق التي تستخدم للأكل وتقديم الوجبات وبعض الأواني المنزلية التي تمثل طبيعة التراث المصري خاصة في مناطق الريف والتي يدخل في صناعتها النحاس والخزف إلى جانب بعض المنتجات التي تستخدم للزينة والجماليات في المنازل . ويشاهد الزائر لجناح جمهورية مصر العربية حرفة النحت على الخشب لإعداد لوحات فنية وقواطع تستخدم داخل المنازل والقصور وخاصة في مجالس الإستقبال أرابسيك ” يتم تصميمها على حسب الديكور الداخلي لهذه المنازل وأخرى تستخدم كشكل جمالي داخل المكاتب ويكون لها تصميم خاص حسب طبيعة عمل هذه المكاتب .
وتدخل حرفة النحت كذلك في صناعة بعض المعالم الخارجية للمنازل المصرية وتسمى رف المشربية وهي الشرفة التي تطل على الشوارع الداخلية للأحياء المصرية القديمة والتي تعتبر من أساسيات هذه المنازل يشاهد من خلالها السكان ما يدور في الحي وحركة الشارع والأسواق المنتشرة فيه . وتعد آلة أو مكينة المخرطة من الأساسيات التي تدخل في صناعة المنحوتات التراثية في جناح جمهورية مصر حيث يتم تثبيت القطعة الخشبية بشكل محكم تبدأ بعدها عملية نحت القطعة بأشكال جمالية مختلفة وتجهيزها بإضافة الطلاء الخارجي عليها حتة تصبح صالحة للاستخدام في المنازل والمكاتب وغيرها من الأماكن . كما قدمت الجمهورية اليمنية خلال مشاركتها بالسوق بعض الأواني المستخدمة في الطبخ إضافة للمأكولات الشعبية كالحيسية والمدرة والتي تصنع من الخشب والنحاس وبعض المشغولات الفضية التي تتراوح بين القلائد والأساور والخواتم والحلي والصناديق والفوانيس وأباريق القهوة والمباخر المشكلة والمزخرفة بالفضة التي تعد إحدى الحرف المهمة التي اشتهرت بها اليمن عبر مئات السنين .
كما حوى جناح الجمهورية اليمنية بعض المنتجات التي يستخدمها ومنها الظلة وهي التي يضعها المزارعون أثناء حرث أو حصاد مزارعهم ورعاة الغنم للوقاية من حرارة الشمس وكذلك القفه وهي عبارة عن سلة متوسطة الحجم مخصصة لحفظ الطعام ونقله سفرة الطعام بأحجامها ونقوشها الجمالية المختلفة . ويجذب الجناح زوار المهرجان عبر قسم خاص للملبوسات التقليدية والشعبية الجميلة للنساء والأطفال التي لا زالت تحظى بشعبية كبيرة رغم تقدم الحياة وتطورها وأنواعها المتعددة والمختلفة بتعدد واختلاف مدن ومحافظات اليمن خاصة ما يختص بالمناسبات كالأعراس والأفراح والأعياد ، كما يعرض الجناح جانب من فن العمارة اليمنية وحرف البناء من خلال عدد من المجسمات التي تظهر براعة وإتقان الحرفيين والبنائين اليمنيين في مكونات إنشاء وعمارة المنازل والقصور والمباني التاريخية والأسوار والقلاع وواجهات هذه المباني التي زينت بنقوش والوان زادت من براعة وروعة هذا العمل .
وعرضت المملكة المغربية عبر جناحها في سوق عكاظ مستلزمات الخيل والفروسية ومستلزماتها خاصة فيما يتعلق بزينة الخيل وسلالاته المختلفة التي تعبر عن تاريخ المغرب العريق في ميدان الفروسية التقليدية وتربية الخيول منذ زمن بعيد ، كما يشتمل الجناح على السروج التقليدية المغربية للخيول من المنتوج اليدوي الخالص المطرز بالحرير أو الخيط إلى جانب الرّكاب والذي توضع فيه الأرجل ليعطي الاتزان للراكب إثناء امتطاء الجواد ويصنع من النحاس الخالص وكذلك الحزام وهو ما يربط السرج بالجواد ويثبّته والقلادة التي تعلق في مقدمة الخيل والمصنوعة من القماش .
ويبرز الجناح الحلي المغربية التي تشتهر بها وتستخدم لمظاهر الزينة ويدخل في صناعتها مواد خام بسيطة مثل الخواتم والأساور وغيرها التي تشهد نشاطاً في البيع والاستخدام خلال المناسبات المختلفة ، حيث تتنوع الحلي في المغرب من منطقة لأخرى ومن أهمها التاج أو الجبهية وزينة الضفائر والأقراط والخلاخل وتستعمل الفضة في صياغة هذه الحلي إلى جانب النحاس والبرونز والقصدير والرصاص أكسبت هذه المشغولات شهرة عالية . كما تشارك الجمهورية التونسية في سوق عكاظ بجناح للأحذية التونسية التقليدية التي تتميز بالجودة والمتانة والتصميم الجيّد كصناعة قديمة تلقى رواجاً كبيراً لدى المجتمع التونسي والسائحين من خارج تونس.
ويركز معظم صانعي الأحذية في تونس سواء المصانع أو الحرفيين على الجلود في صناعة الأحذية ذات المواصفات الممتازة والتصاميم والابتكارات العصرية وإدخال التكنولوجيا الحديثة لضمان استخدامها لفترات طويلة دون أو تغير لونها . ويستعرض الجناح كذلك فن الفسيفساء وهو حرفة صناعة المكعبات الصغيرة واستعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية عن طريق تثبيتها بالبلاط فوق الأسطح الناعمة وتشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة ، ويمكن استخدام مواد متنوعة مثل الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وغيرها. وفي العادة يتم توزيع الحبيبات الملونة المصنوعة من تلك المواد بشكل فني ليعبر عن قيم دينية وحضارية وفنية بأسلوب فني مؤثر. ويشتمل جناح الجمهورية التونسية كذلك على حرفة النحت على الخشب وسعف النخيل وهو فن إظهار القطع الخشبية في أجمل صورها وتشكيلها بدقة كبيرة لتعطي في النهاية لمسه أناقة وجمال قمة في الروعه ، وعادة ما يستخدم حرفيي النحت خاصة بهذه المهنة والتي رغم بساطتها إلا أنها تخرج المنتج في أبهى حلة وفن ومن هذه الأدوات المطرقة الخشبية ، والأزميل بكافة مقاساته والمشرط والمبرد وأدوات التنعيم وهي الجزء الأخير من عملية النقش قبل إخراج العمل بصورة رئيسية .