تستضيف دبي أواخر الشهر الجاري فعاليات النسخة الخامسة من المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل، الفعالية السنوية الأكبر على مستوى المنطقة للشركات الرائدة في مجال التنقل الذكي والمستدام، وذلك على مدى يومي 26 و27 نوفمبر في فندق جراند حياة دبي.
وسيشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 25 خبير في قطاع المركبات والتنقل، حيث يتباحثون خلال أعمال المؤتمر خيارات التنقل في حقبة الاستدامة، كما سيستمع الحاضرون لشرح مفصل حول مستقبل النقل وأهم التغييرات المنتظرة في المستقبل القريب.
وأشار عبدالله عبد القادر المعيني، مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، والتي تنظم هذا المؤتمر بالتعاون مع ’ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط‘، إلى تغيير جذري يلوح في الأفق.
وبهذا الصدد، قال : “سيختلف مستقبل قطاع المركبات والنقل بشكل جذري عن ماضيه،حيث تتلاقى العديد من التوجهات، التي تشمل لا مركزية إنتاج الطاقة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، لإحداث تغييرات جذرية في منظومة النقل والتنقل والتي ستكون محور النقاش في هذا المؤتمر”.
وسوف تستمع الوفود المشاركة لشرح مفصل تقدمه مجموعة من الجهات التنظيمية والمصممين والمشغلين في قطاع المركبات والنقل من الولايات المتحدة وكندا والنرويج وألمانيا وهولندا وفنلندا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وسيشهد المؤتمر أيضاً تقديم الدكتور جوناثان رايكنتال، الرئيس التنفيذي السابق لشؤون المعلومات في مدينة بالو ألتو والخبير في مجال الحوسبة الكمومية، عدداً من أساليب النقل الجديدة بما فيها النقل الجوي الذاتي والمركبات المسيرة الأرضية، والتي ستغير طريقة تصميم المدن الحديثة.
وعلق الدكتور رايكنتال على الموضوع قائلاً: “يزداد التنوع في مجال التنقل مع إدخال العديد من التقنيات الجديدة على وسائل النقل الحديثة، والتي تنطوي كل منها على مجموعة من المزايا والعيوب التي يجب تقييمها ومعالجتها. ومع ازياد ارتباط خيارات النقل بشكل وثيق بالشبكات الرقمية، تزداد احتمالات الهجوم الأمني على هذه الشبكات، وهو أمر يجب أن نوليه اهتماماً خاصاً بالتزامن مع زيادة عدد وسائل النقل المتصلة بالإنترنت”.
كما أشاد الدكتور رايكنتال بتجارب السيارات ذاتية القيادة في دبي مشيراً إلى أن الانفتاح على التجارب سيكون مفتاح نجاح النقل في المستقبل، وأضاف: “هناك العديد من الابتكارات الحديثة المثيرة للاهتمام في مجال النقل والتي تتطلب منا أن نطلع عليها ونتعرف على مزايا وعيوب كلٍ منها، كما يبرز التوجه نحو استخدام وسائل النقل المخصصة، مثل الدراجات الكهربائية عديمة المقعد (سكوتر) والدراجات الكهربائية والدراجات الهجينة. بالإضافة لذلك، يزداد عدد المطالبين بتوفير محطات شحن كهربائية، لكون معظم وسائل النقل المتاحة حالياً تعمل بالطاقة الكهربائية”.
وأضاف قائلاً: “ينبغي علينا إلقاء نظرة شاملة على الابتكارات الحديثة وتطوير استراتيجية واضحة، عوضاً عن التعامل مع كل فكرة جديدة بشكل مجزأ. وتستمر دولة الإمارات بجهودها الرائدة لاستكشاف كافة الإمكانات المتوافرة بهذا السياق”.
من جانبه أفاد إدواردو جيانوتي، العضو في قسم النقل المستدام الخاص بالمنتدى العالمي لتنسيق اللوائح الخاصة بالمركبات (WP.29)، أنه سيعمل على تأمين دعم الشرق الأوسط للمعايير العالمية، ومشاركة أحدث التطورات الحاصلة ضمن اللوائح الفنية العالمية الخاصة بسلامة المركبات الكهربائية.
وأوضح أن اللوائح العالمية مهمة لاستمرار عمل مصنعي السيارات، قائلاً: “نظراً لصغر الحجم النسبي للسيارات الكهربائية ومكوناتها التي يتم إنتاجها حالياً، فإن أي نوع من التقارب بين اللوائح التنظيمية على الصعيدين المحلي والدولي، يسهم في تحقيق وفورات الحجم وتخفيض تكاليف إنتاج السيارات، وهي جوانب تنطوي على أهمية كبيرة بالنسبة للانتعاش الاقتصادي والتكلفة العامة والحساسية تجاه الأسعار في القطاع.
وتشكل اللوائح الوطنية المختلفة عوائقاً أمام التجارة، ما يدفع بالشركات المصنعة إلى تصميم سيارات متوافقة مع معايير كل دولة على حدة، واختبارها في الدولة المعنية، وهي مصاريف تنعكس جميعها على العملاء”.
كما أشار جيانوتي إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستلعب دوراً هاماً في صياغة هذه اللوائح، وأضاف: “بهدف ضمان السلامة العامة للمركبات المزودة بنظام تخزين الطاقة الكهربائية القابل لإعادة الشحن، والذي يحتوي على محلول شاردي قابل للاشتعال، يجب حماية ركاب السيارة من الأخطار البيئية الناجمة عن الانتشار الحراري، الناجم عن الانطلاق الحراري الناجم عن قصور داخلي في الدارة.
وتابع بهذا الصدد: “تعتبر هذه الناحية خطيرة للغاية في طقس حار، مثل الذي تتسم به الإمارات. لذا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تساهم بشكل مؤثر في تطوير معايير مناسبة للمناخات الحارة”.
ومن المقرر أن يستضيف “المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل” معرضاً لمدة يومين مفتوح للجمهور. وستحتضن الفعالية عدداً من الشركات الرائدة والخبراء في مجال التنقل العالمي، إلى جانب استعراض عدد من أبرز التقنيات الحديثة والحلول المبتكرة في القطاع. وسيتضمن المعرض أربعة أقسام مميزة تشمل الجناح الحكومي، ومبادرو المستقبل، والمنطقة التكنولوجية، ومركز قادة المستقبل، حيث تسلط منصة المعرض الضوء على أحدث ابتكارات شركات السيارات الرائدة على مستوى العالم مثل ’ميتسوبيشي‘ و’بورشه‘ و’جاغوار‘ و’مرسيدس‘ و’إم جي‘ و’أودي‘.