تغطيات أكثر

المؤتمر العالمي الـ 24 للمصارف الإسلامية في البحرين يشهد رؤى رئيسية وحديثا عن ابتكار جديد

تحت رعاية الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين، عقدت الدورة الرابعة والعشرون للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية (WIBC)، وهو أكبر وأعرق تجمع للقادة في مجال الصيرفة والتمويل الإسلامي في العالم، على امتداد ثلاثة أيام في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر في فندق آرت روتانا في جزر أمواج في مملكة البحرين.

ونظم المؤتمر مؤسسة المستشارون العالميون للشرق الأوسط -وهي منصة المعلومات المالية الرائدة للمساعدة في تنمية الاقتصادات القائمة على المعرفة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا- عبر تعاون استراتيجي مع مصرف البحرين المركزي. وتدور محاور نقاشات المؤتمر هذا العام حول موضوع «محركات النمو الاقتصادي والمخاطر: صناع السياسات في مواجهة الجهات المنظمة،» ويواكب ذلك رؤية المؤسسة بأن تبقى باستمرار بوصلة التمويل الإسلامي العالمي والصناعة المصرفية.

وتعبيرًا عن الدعم المستمر عامًا بعد عام، ألقى رشيد محمد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي الكلمة الافتتاحية في الدورة الرابعة والعشرون للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية (WIBC)، والتي أكد فيها على ضرورة تعزيز المنظومة البيئية التي تعمل ضمنها كيانات التمويل الإسلامي كي تتابع الازدهار والنمو على الصعيد العالمي.

وقال المعراج في سياق كلمته الرئيسة: «تماشيا مع تراجع النشاط الاقتصادي في المنطقة، وتباطأ نمو أصول البنك الإسلامي من 14-15%، وحيث أنه من المتوقع أن تنمو بنحو 5٪ سنويا خلال العامين المقبلين. إلا أن عدد البنوك الإسلامية قد ارتفع ليصل إلى 172 مصرفا مع 83 بنك إسلامي. ووفقا لما ذكره الاتحاد، فإن هذا القطاع يوظف الآن أكثر من 380،000 شخص في جميع أنحاء العالم، مما يعكس مستوى كبيرا من النشاط الاقتصادي بأي مقياس»

وشهد اليوم الأول من المؤتمر عددًا من الأحداث البارزة أهمها الكلمة الرئيسة التي ألقاها أليكس تابسكوت، الرئيس التنفيذي لشركة «نكست بلوك جلوبال،» والمؤلف المشارك لثورة بلوكشين والعضو المؤسس للفريق الاستشاري الرفيع عن التقنيات المالية التابع لصندوق النقد الدولي. وأضاف تابسكوت في كلمته خلال عرضه الحصري عن ثورة بلوكشين فقال «إن التكنولوجيا التي يحتمل أن يكون لها أكبر الأثر على التمويل الإسلامي قد وصلت ووصفت ببلوكشين. بلوكشين هو الابتكار الأكثر أهمية في هذا الجيل ويمثل العصر الثاني من الإنترنت. على مدى 20 عاما كان لدينا شبكة المعلومات التي كانت أداة قوية حقا لتغيير كيفية التواصل ومشاركة المعلومات، ولكن في الواقع لم يكن لها تأثير كبير على التجارة أو على التمويل كما قد يكون كثير من الناس يأمل، وذلك لأن الإنترنت ليست وسيلة قيمة، هي وسيلة للإعلام»

إضافة إلى ذلك، قال تابسكوت: «بلوكشين من ناحية أخرى تمثل أول وسيلة رقمية قيمة، وبالتالي يمثل الإنترنت الجديد القيمة التي تعد لتغيير أساس كل صناعة الاقتصاد وتحويل شبكة الطاقة الاقتصادية القديمة واعادة ترتيب الشؤون الإنسانية بطرق عميقة جدا. أنا شخصيا يسرني أن أتحدث في هذا المؤتمر حول بلوكشين لأنها تمثل نقطة تأثير هامة جدا لهذا القطاع. إن كيفية استجابة شاغلي هذا الابتكار الجديد سوف تملي أساسا ما إذا كانت ستنجح أم لا. إذا اختاروا تبنيه، والبحث عن فرص جديدة، وأسواق جديدة، ومنتجات جديدة، وخدمات للقيام غدا بما كان مستحيلا أمس فمن المرجح أنها ستنجح، أما إذا كانوا يتطلعون إلى اتخاذ هذه التكنولوجيا وتطبيقه فقط على الكيفية القديمة، فإنها لن تنجح. واذا قرروا التخلص منها تماما فسوف يفشلون على الارجح»

وأُطلق عقب كلمة تابسكوت تقرير«تنمية التمويل الإسلامي 2017» الذي أصدرته مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية وتومسون رويترز، استنادا إلى مؤشر التنمية المالية الإسلامية، الذي يمثل مقياسًا موحدًا لتقييم أداء مختلف وحدات قطاع التمويل الإسلامي، ويقدم بذلك للعاملين في هذا المجال أفكارًا حيوية للنمو والتوسع.

وتبع ذلك لقاء حصري مع الشخصية المخضرمة في مجال التمويل الإسلامي: عدنان أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة البركة المصرفية، وتحدث خلاله عن رؤيته للسنوات الأربعين المقبلة في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية. وركز على الدروس التي تعملها من الماضي، وعرض تحليله القيّم للوضع الحالي للقطاع ولمستقبل المصرفية الإسلامية.

وقال يوسف عن رؤيته للعمليات المصرفية الإسلامية خلال الأعوام العشرة المقبلة «سترتفع حصة الأصول المصرفية الإسلامية من 15% إلى 25-35%، وستتركز عوامل النمو على التحول نحو العمل الإقليمي، والتسارع الرقمي، ونماذج الأعمال المبتكرة التي ستنطلق في الأسواق الناشئة. وأرى مجالًا واسعًا للنمو، إذ نادرًا ما تتجاوز الخدمات المصرفية الإسلامية ثلث إجمالي حصة السوق، حتى في دول مجلس التعاون الخليجي وماليزيا. وما زالت العديد من الأسواق المحتملة ذات الأعداد الكبيرة من السكان المسلمين غير مستغلة إلى حد كبير، مثل الهند وبلدان رابطة الدول المستقلة، المكونة من عدد من الجمهوريات السوفييتية السابقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الانتشار المصرفي عمومًا في العديد من الأسواق الأساسية لقطاع المصارف الإسلامية ما زال منخفضًا. الاستغلال الكامل للمجال المصرفي الإسلامي يعني استهداف شرائح العملاء الذين يهتمون جدًا بالامتثال للشريعة في معاملاتهم المالية، فضلًا عن تقديم المنتجات والخدمات التي لا تلبي قطاع التمويل العام فحسب، بل تلبي خصوصًا احتياجات العملاء المسلمين. ونتيجة لاشتداد حدة المنافسة، يجب أن تتبنى البنوك الإسلامية نهج مبيعات أكثر تطورًا يتمحور حول إرضاء العملاء.»

وكان المؤتمر أيضًا مناسبة ممتازة لإطلاق «آلجو البحرين» (ALGO Bahrain)- أول اتحاد تقنيات مالية في العالم للبنوك الإسلامية لتمكين المصارف الإسلامية من التحول النموذجي في القطاع المصرفي نتيجة للتقنيات المالية. ويهدف هذا الاتحاد إلى إطلاق 15 منصة تقنيات مالية بحلول العام 2022.

وتشمل إطلاقات حصرية أخرى في المؤتمر إطلاق وحيد إنفست لأول مستشار الكتروني على هيئة روبوت في العالم. بعد إطلاقه بنجاح في الولايات المتحدة، أعلن وحيد عن خططه لإطلاقه في الشرق الأوسط في عام 2018. كما استضاف المؤتمر إطلاق الكتاب الرسمي “صناديق الاستثمار العقاري الإسلامي” من قبل حامد يوسف مشعل، وهو مدير استثمار بيت التمويل الكويتي.

ومن أبرز الفعاليات التي أقيمت اليوم في المؤتمر ندوة حوارية تركز على موضوع المصرفية الرقمية ودار فيها النقاش حول أسواق رأس المال الديناميكية والنمو المستدام والمنصف والشامل وإمكانات التقنيات التغييرية والآفاق الجديدة للتمويل الإسلامي. وحلل خبراء مخضرمون في القطاع التحديات القائمة وركزوا على طرح اقتراحات فعّالة تهدف إلى وضع خارطة طريق للقطاع المالي الإسلامي عمومًا.

وكرم المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية الرابع والعشرين امتياز البنوك في مجال التمويل الإسلامي والصناعة المصرفية خلال حفل عشاء راق منحت خلاله 16 جائزة من جوائز الأداء التي يقدمها المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية للعام 2017. وقدم سعادة رشيد محمد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي الدروع التذكارية للجوائز إلى أفضل المؤسسات المالية الإسلامية على المستوى العالمي والإقليمي والقطري بناء على مستوى أدائها في WIBC Leaderboard – وهي أداة تقييم أداء رائدة تهدف إلى تمكين المؤسسات المالية الإسلامية من قياس أدائهم بالمقارنة بأقرانهم.

وفاز بنك بوبيان على الجوائز العالمية والخليجية والكويتية، مما يدل على أدائه القوي وفق معايير WIBC Leaderboard، وحصد بنك بوبيان كذلك جائزة المسؤولية الاجتماعية للشركات.

أما البنوك الأخرى الفائزة بجوائز الأداء من المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية للعام 2017 فهي:
أفضل البنوك الإسلامية أداءً-الجوائز الإقليمية

بلاد الشام: بنك صفوة الإسلامي

جنوب شرق آسيا: مايبانك الإسلامي برهاد

جنوب آسيا: البنك الإسلامي الاجتماعي

أفضل البنوك الإسلامية أداءً-جوائز البلدان

البحرين: بنك البركة

المملكة العربية السعودية: مصرف الراجحي

الإمارات العربية المتحدة: بنك دبي الإسلامي

مصر: بنك فيصل الإسلامي المصري

الأردن: بنك صفوة الإسلامي

تركيا: توركي فينانز كاتيليم بانكاسي

إندونيسيا: بي تي بنك سيريا بي إن آي

ماليزيا: مايبانك الإسلامي برهاد

بنغلاديش: البنك الإسلامي الاجتماعي

باكستان: بنك ميزان المحدود

من أهم المواضيع التي نتطلع إليها غدًا: الكلمة الرئيسة التي يلقيها شين باينهام-هيرد، رئيس رسم الاستراتيجيات والاقتصادي الأول-بلوكشين عن بلوكشين والذي سيتحدث عن أهميتها المتزايدة في العصر الرقمي. لقاء مع عالم الشريعة الشهير الشيخ نظام يعقوبي ويتحدث خلاله عن الهيئات الشرعية المركزية، والتقييس الشرعي، وتنمية الجيل الجديد من الخبراء الشرعيين. وتناقش ندوة حوار الرئيس التنفيذي زيادة حصة السوق والبصمة الجغرافية للمصارف الإسلامية. أما ندوة النظم والقوانين فستدور حول تعزيز أوجه التعاون بين الهيئات التنظيمية، وواضعي المعايير والسلطات المالية العالمية من أجل تعزيز التمويل الإسلامي؛ وستركز حلقات النقاش التي تركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وضريبة القيمة المضافة، تأثير التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية الأخيرة، وإطلاق تومسون رويترز لتقرير القانون التجاري الإسلامي للعام 2018، وغير ذلك.

يمكن للمشاركين الاطلاع على آخر الأخبار والتحديثات عن برنامج المؤتمر والتفاعل مع المشاركين والمتحدثين الآخرين من خلال التراسل المباشر، والمشاركة في الاستطلاعات التفاعلية الحية في كل جلسة وندوة من المؤتمر عبر تطبيق الهاتف النقال الخاص بالمؤتمر ويب كونيكت.

ومن الشركاء المؤكدين للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية 2017: بيت التمويل الكويتي، والمصرف الخليجي التجاري، والبنك الإسلامي البحريني، ومصرف السلام-البحرين، ومصرف إبدار، وبنك إيه بي سي الإسلامي، وبنك الخرطوم الدولي، وبنك بوبيان، وأفايا، وشركة وحيد للاستثمار، وألفاريز اند مارشال، ومجموعة البركة المصرفية، وبنك الإثمار، وطومسون رويترز، وشركة باث سوليوشنز، جرانت ثوررنتون، ولابوان آي بي إف سي، ومكتب مراجعة الشريعة، ولكسمبورغ للتمويل، وأوراكل للخدمات المالية، وبيكر ماكنزي، دارك تريس، شركة بينفت المقفلة، إينفوسيس فيناكل، سداد، ن،إي،سي بايمنتس، وإيجر للتجارة، وأدفايزر ليمتد، وجي 4 إس، ووزارة التجارة الدولية – السفارة البريطانية البحرين، وسي بي إكس يونيت المحدودة، وشركة ديلويت، ذي ديستريكت، وددكاب، وفيتش التقييمات، وكريستبريدج البحرين، والمؤسسة الإسلامية لتطوير القطاع الخاص، و ومعهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية، والسوق المالية الإسلامية الدولية.

لمعرفة المزيد عن الدورة الـ 24 للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.wibc2017.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟