الإعلام الاجتماعي جسر للحياة عبر “سفراء التعايش” المؤثرين
الإعلام الاجتماعي هو أداة العصر وهو الهاجس الذي يقلق النخبة في مختلف أنحاء العالم، لا تكفي المبادرة الثامنة الخاصة بترويض مواقع التواصل الاجتماعي عبر “أنا سعودي”، لتأتي المبادرة التاسعة للتعايش المجتمعي، تحت مسمى “سفراء التعايش”، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الإعلام الاجتماعي.
هذه المبادرة تحديداً تستفيد من الأشخاص المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر أدوات الإعلام الاجتماعي، من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والإنسانية البارزة وأولئك الحاصلين على عدد بارز من المتابعين، من أجل تعزيز التعايش المجتمعي، عبر تبنِّي هؤلاء “المؤثرين” كسفراء يقتدي بهم أبناء المجتمع، خصوصاً شريحة الناشئة والشباب.
ولا شك أن استمرار تكريس الاهتمام بالناشئة والشباب، وبأدوات الإعلام الاجتماعي، في أكثر من مبادرة، يشير إلى الجدية الواضحة للمبادرات الـ 12 التي أقرها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبر اللقاء الوطني للتعايش المجتمعي، يوم الخميس 2 ربيع الأول (1 ديسمبر).
لا بد من “سفراء التعايش”
رغم أن هناك مظاهر سلبية برزت في أوساط بعض المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال استثمارها كتجارة (بكل أسف)، إلا أن المنطق يقول أن أبرز هؤلاء المؤثرين تحتاجهم مبادرة “سفراء التعايش”، من أجل جذب أكبر قاعدة من الناشئة والشباب إلى مفاهيم التعايش المجتمعي، تحقيقاً لأهدافه المهمة أمنياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.
ويفترض أن يعلو النداء الوطني على أي نداءات جانبية أخرى، حتى إن كانت “أرباحاً خرافية”؛ لأن تكريس أهمية إيصال أهداف التعايش المجتمعي، يكفي لإقناع أكبر عدد ممكن من هؤلاء “المؤثرين”، من أجل الإفادة من قاعدة متابعيهم و”مريديهم”، في تحقيق الكثير من أهداف تلك المبادرات الـ 12 لمركز الحوار الوطني.
أي “قدوة حسنة”
يتبادر إلى ذهن الكثير منّا حقيقة “القدوة الحسنة” وأهميتها في تحقيق مبادرة “سفراء التعايش”، ويقفز بالتالي السؤال: هل كل “المؤثرين” يمثلون قدوة حسنة بالفعل؟
الإجابة الحاضرة: “لا”؛ لأن هناك من يجدون ملايين المتابعين (وهميين أو حقيقيين)، لكنهم ليسوا في حقيقة الأمر “قدوة حسنة”.
القدوة الحسنة، بكل بساطة، هي ركيزة في المجتمع، وعامل التحوُّل السريع الفعَّال، فهي عنصر مهم في كل مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين، فهم في أمسّ الحاجة للاقتداء بالنماذج الحيَّة، كيف لا وقد أمرَ الله نبيَّه محمد (صلى الله عليه وسلم) بالاقتداء، فقال: “أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ”.
وعُرِّفت القدوة بأنها “إحداث تغيير في سلوك الفرد في الاتجاه المرغوب فيه، عن طريق القدوة الصالحة، بأن يتَّخذ شخصاً أو أكثر يتحقَّق فيهم الصلاح؛ ليتشبَّه به، ويُصبح ما يطلب من السلوك المثالي أمراً واقعًاً ممكن التطبيق”.