العبيد: تعدد الانتماءات والاحتماء بجهات خارجية يهددان الخلاف المذهبي
قال الدكتور عبدالله بن صالح العبيد وزير التعليم الأسبق إن البعض استغل الاختلاف المذهبي لضرب الوحدة الوطنية في المجتمع من خلال التكفير المتبادل، وبث روح الكراهية بين الأجناس والأعراق بدعم العناصر المتشددة بسبب إرجاء الخلافات إلى قضايا تاريخية دينية، واستفزاز المخالف بالمظاهر التي تتعارض مع الرأي العام وتغذية عوامل الحقد والكراهية.
وبين العبيد في ورقته أمام لقاء التعايش المجتمعي أن من أسباب تأجيج الصراعات داخل المجتمع: غلبة الهوى ، والأنانية والمصالح الفردية، والقبلية، مع طغيان الخلاف الفكري والمذهبي. مؤكداً بأن الاختلاف من سنن الله الكونية مستدلاً بقوله تعالي:(ولوشاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)، مشيراً إلى الاختلاف يثري المجتمع من خلال تنوع الأفكار وتشجيع الابتكار والتعرف على جوانب القوة والضعف وسعة الثقافة والاطلاع وبعد النظر والتعرف على أصحاب الحقوق وأدعياء الحقوق.
ولفت إلى أن الاختلاف يشكل خطراً إذا تعددت الانتماءات والولاءات، وتحكم الضعيف بالقوي والقوي بالضعيف، وأيضاً عند الاحتماء بجهات خارجية.
واعتبر العبيد في ورقة عمل قدمها في الجلسة الأولى للقاء أن التعايش ضرورة شرعية واجتماعية، لأن توفير الأمن والاستقرار لا يتم إلا بتحقيق معنى (لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)، ولأن مقتضى إقامة العدل وتحقيق الأمن حفظ الضرورات الخمس التي تمثل عناصر ومكونات الأفراد حيث لا يمكن إقامة شرع الله في ظل الفوضى الاجتماعية والنزاع الداخلي ، كمات أن مقتضى استخلاف الله للناس في الأرض إنما كان لعمارتها. مضيفاً بأن التعايش بين أفراد المجتمع المسلم يقوم على تعزيز المشتركات ودعم وحدة وإرادة المجتمع، وأن المجتمع المسلم يقوم على عقيدة تنطلق منها كافة القيم والمبادئ والقواعد، فالإسلام يقوم على تعظيم المبادئ والأفكار على تقديس الأشخاص.
وأوصى الدكتور العبيد بمضاعفة الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية من كافة الجهات المعنية في الدولة، وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني ومنها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على مضاعفة الجهد في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية.