أمير الشرقية: صناعة التشييد حققت طفرة بالمملكة وأصبحت مؤشراً مهماً على حركة الاقتصاد
صناعة التشييد من أهم الصناعات في المملكة العربية السعودية، وفي هذا الصدد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم, فعاليات المؤتمر السنوي لصناعة التشييد, الذي ينظمه معهد صناعة التشييد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعنوان ” نحو انتاجية أفضل وجودة فاعلة “, بحضور مدير الجامعة الدكتور خالد بن صالح السلطان, ورئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر.
ورحب مدير الجامعة برعاية سموه الكريم للمؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من القياديين في مجال صناعة التشييد على المستويين المحلي والعالمي، لمناقشة أفضل السبل والممارسات العملية المتبعة والفاعلة في زيادة الإنتاجية وضبط الجودة في المشاريع الهندسية, التي تهدف إلى تعزيز دور البحث والتطوير في أداء عناصر صناعة التشييد، بوصفها صناعة وطنية لها دورها الكبير في خدمة الاقتصاد السعودي.
وعد السلطان رعاية أمير المنطقة الشرقية تقديراً لرسالة الجامعة التي اختارت أن تكون شريكاً فاعلاً في كل القضايا التي تعزز مسيرة العمل التنموي، كما رأت الجامعة أن دورها الناجح على صعيد التعليم, وتزويد قطاعات المجتمع بمتخصصين في صناعة التشييد والبناء, لابد أن يتعزز بدور مواز على صعيد البحث العلمي الهادف إلى تحسين صناعة التشييد و ربط عناصرها والتخصصات العديدة ذات العلاقة بها بما يعطي قيمة مضافة لهذا القطاع الحيوي. وأفاد أن الجامعة اهتمت منذ عقود بصناعة التشييد والبناء وقدمت برامج متخصصة في تصاميم البيئة والهندسة المدنية, كما أن الجامعة كانت ولا تزال تلبي حاجات المملكة المتطورة والمتجددة من المهندسين الإنشائيين والمعماريين, مشيراً إلى أن الجامعة انشأت معهد صناعة التشييد الذي يهدف إلي تفعيل البحث والتطوير في هذا الحقل الحيوي. وبين السلطان أن هذا المؤتمر يأتي استجابة لاحتياجات حقيقية أهمها ما يشهده قطاع التشييد من توسع متزايد يستلزم إدارة مشاريع التشييد واستثماراته بطرق علمية حديثة , قياساً بدور هذا القطاع متعاظم الأهمية في زيادة فاعلية التنوع الاقتصادي .
ونوه بأن المؤتمر يسعى إلى تفعيل تبادل المعلومات بين عناصر صناعة التشييد مع مراكز البحوث والجامعات وتعزيز دور البحث والتطوير في تحسين أداء عناصر صناعة التشييد وعرض الممارسات المتبعة في قياس الإنتاجية وضبط الجودة في مشاريع التشييد بالمملكة العربية السعودية . بعد ذلك ألقى رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر, كلمة الجهات الداعمة للمؤتمر التي رحب فيها برعاية سمو الأمير لفعاليات مؤتمر صناعة التشييد, مؤكداً أن صناعة التشييد من الموضوعات التي تؤثر على أعمالنا في جميع القطاعات وتشكل البيئة التي نعيش فيها ولها تأثير على الوطن والعالم.
ولفت إلى أنه من خلال النظر إلى المستقبل من خلال رؤية 2030 بأبعادها الطموحة واستثماراتها الهائلة, فإنه لابد لصناعة التشييد الوطنية في المملكة أن تسارع الخطى في تحقيق الآمال المعقودة عليها, مبيناً في الوقت ذاته أن هناك العديد من التحديات التي تعترض هذه الصناعة ولابد من من العمل للتغلب على هذه التحديات. وبين المهندس الناصر أن عناصر التشييد تشمل ثلاثة عناصر تتمثل في التصاميم الهندسية , وتوريد المواد والمعدات , والأعمال الإنشائية , مؤكداً أن صناعة التشييد لعبت على النطاق العالمي دوراً حيوياً في التنمية الاقتصادية, مشيراً إلى أن برامج التنمية الوطنية في المملكة خلال الأربعين السنة الماضية, لم تكن ستحقق لولا الدور الذي لعبته صناعة التشييد جميع اطرافها وعناصرها. وأفاد أن صناعة التشييد في المملكة ترتبط بتحدى كبير يتمثل في توطين هذه الصناعة و زيادة محتواها المحلي المتمثل في السعودة وتصنيع المواد , مشيراً إلى أن نسبة السعوديين العاملين في هذا القطاع قليلة جداً وأن نسبة المؤسسات العاملة الوطنية القادرة في تطوير مشروعات عملاقة ومعقدة ما تزال أقل بكثير من المستوى المأمول.
بعد ذلك ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة أكد فيها أهمية صناعة التشييد في توفير فرص العمل لعدد كبير من التخصصات ودورها المهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وقال :” إن تنظيم هذه المؤتمرات يؤكد أن جامعة الملك فهد تجاوزت دورها في توفير الخريجين المؤهلين في صناعة التشييد إلى إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها في هذا القطاع الحيوي ، وهذا ما بدأ جلياً في تنظيم هذا المؤتمر الذي يأتي مواكبة لتوجه المملكة نحو أهمية تعزيز مسيرة الاقتصاد من خلال رؤى بحثية متطورة تدرك أهمية هذه الصناعة”.
و نوه بأن تنظيم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لهذا المؤتمر يؤكد امتلاكها رؤية بحثية متطورة تدرك أهمية صناعة التشييد في تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني ، وذلك تماشياً مع حرص القيادة الرشيدة ـ رعاها الله ـ في تجاوز دور توفير الخريجين في المجال الصناعي إلى إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها في كافة القطاعات .
وأضاف الأمير سعود :” إن جامعاتنا المتميزة تمكنت ولله الحمد من التواصل مع المجتمع العلمي على مستوى العالم لتأصيل حركة بحثية نشطة تواجه التحديات التي يطرحها التقدم التقني المعاصر، وما إنشاء هذا المعهد الذي يعني بصناعة التشييد إلا تأكيداً على اهتمام الدولة بتحسين كفاءة الدورة الحيوية لمشاريع التشييد ، ودعم هذه الصناعة الهامة والأساسية لعجلة التنمية “.
وأكد أن هذا المؤتمر يكتسب أهميته من توقيت انعقاده، حيث أنه يعقد في وقت تزايدت فيه أهمية صناعة التشييد، التي أصبحت مؤشراً مهماً على حركة الاقتصاد وتوجهاته، ومحدداً أساسياً لقياس نمو أي مجتمع وتطوره ، وبالتالي يصبح من المهم إلقاء الضوء على التحديات التي تواجهها هذه الصناعة من خلال قياس وضعها الراهن وتطوير رؤية علمية لاستشراف مستقبلها ، والبحث مع جميع عناصرها لإيجاد حلول لتحسين مستواها ، و زيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي .
وأشار الأمير سعود إلى أن قطاع التشييد والبناء حقق طفرة نوعية كبيرة في ظل النهضة الحضارية الشاملة، التي تعيشها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – كما أدى تزايد مشروعات البنية التحتية التي يتم تنفيذها لتوسيع القاعدة الاقتصادية وتنويعها إلى تزايد الطلب على منتجات البناء والتشييد ومن ثم تزايدت أهمية هذا القطاع الحيوي, وهو ما يضع هذا المؤتمر أمام مسؤولية كبيرة في زيادة كفاءة أداء قطاع البناء والتشييد، وتوجيه جهود البحث العلمي لضمان السلامة الإنشائية ، وحل المشكلات التي تعترض تطوير قطاع التشييد قائلاً :” اننا نعول كثيرا على هذا المؤتمر أن يخرج بتوصيات مفيدة تطور هذا القطاع الحيوي .
وفي ختام كلمته وجه سموه الشكر إلى مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان وأسرة الجامعة على جهودهم في الارتقاء بأداء الجامعة ، شاكراً اللجنة المنظمة للمؤتمر ، و شركة أرامكو السعودية التي تمثل الشريك الأساسي لأنشطة الجامعة وفعالياتها وذلك بدليل وجود رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين, معرباً سموه عن أمله في أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المرجوة في تطوير صناعة التشييد، وتوفير حلول للمشكلات التي تواجهها هذه الصناعة، بوصفها من أهم الصناعات التي نعول عليها كثيراً. بعد ذلك كرم سمو أمير المنطقة الجهات الراعية للمؤتمر، كما تسلم سموه درعا تذكاريا من معالي مدير الجامعة.