تغطيات أكثر

السعودية د. دعاء عبدالخالق تروي لـ “أكثر” أسرار نجاحها فى تحويل الخلايا الجذعية المشيمية إلى عضلات

استخدام الخلايا الجذعية فى تجديد الأنسجة والعلاجات الخلوية يتحول إلى حقيقة

 

التوازن هو سر توفيقي بين كوني أما وزوجة وطالبة مبتعثة .. ووراء كل امرأة ناحجة رجل عظيم


بحثي يحل أزمة مرضى ضمور العضلات ومن قضوا سنوات على كراس متحركة

 

قالت المبتعثة السعودة الدكتورة دعاء عبدالخالق أبوالعلا ، والتى نجحت فى تحويل الخلايا الجذعية المستخرجة من مشية الإنسان إلى خلايا عضلية إن رحلتها مع مع الابتعاث بدأت بعد انتهائها من مرحلة البكالوريوس في جامعة الملك عبدالعزيز بجده حيث قدمت في برنامج خادم الحرمين الشريفين الدفعة الثالثة وتم قبولها ووصلت إلى كندا في عام 2008 ، موضحة أن أول خطوة بدأتها فى كندا كانت دراسة اللغة الانجليزية حيث كانت في المستوى الثامن من أصل تسعة مستويات مما مكنها من إنهاء مرحلة اللغة قبل انتهاء السنة ومنحها الوقت الكافي لدراسة التوفل والتفوق فيه ثم الحصول على قبول لدراسة الماجستير في جامعة ويسترن أونتاريو عام 2009.

وتحدثت الدكتور دعاء لـ “أكثر” عن الصعوبات التي واجهتها في البدايه قائلة:”أولا كانت محاولة التأقلم مع البعد عن الأهل والأصدقاء ، ثانيا محاولة التعود على عادات وتقاليد البلد التي تختلف عما تعودت عليه ، وثالثا التعود على برودة الطقس التي تصل إلى 20 درجة تحت الصفر.

وعن كيفية تغلبها على الصعاب.. قالت :”بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم دعاء الوالدين ودعم زوجي ووقوفه بجانبي و دفعي للأمام. لقد وضعت نصب عيني الهدف الذي من أجله تغربت لأعود بإذن الله رافعة لرأس وطني وأهلي”.

وعن كيفية توفيقها بين كونها زوجة وأماً وطالبة مبتعثة ونجاحها فى ذلك .. ردت قائلة :” التوازن هو السر..لابد أن نحاول التوفيق بين كل الأدوار وألا ندع دورا يطغى على الآخر ، وأن نتقبل أننا بشر معرضون للخطأ و أننا لا نستطيع أن نكون كاملين لكن في محاولتنا للكمال نستطيع تحقيق كل مانريد ، كما أن نجاحك في مسيرتك العلمية و الوظيفية مستقبلاً هو نجاح لأولادك لأنهم سينظرون إليك كقدوة لهم ، كذلك الدعم من الزوج مهم جداً..فكما يقال وراء كل رجل عظيم إمرأة وكذلك فإن العكس صحيح فالمرأة الناجحة المبدعة خارج منزلها يوجد سند لها يدفعها للأمام ويشاركها مسؤوليات المنزل دون قيود”.

وأبانت الدكتورة دعاء أنها تخرجت من مرحلة الدكتوراة فى جامعة ويسترن اونتاريو بكندا في عام 2017. وعن مجال بحثها قالت :” مجال بحثي العام هو الخلايا الجذعية المستخرجة من مشيمة الإنسان والتخصص الدقيق للبحث هو تأثير هرمونات النمو على تحويل هذه الخلايا الجذعية إلى خلايا عضلية يمكن استخدامها في علاج أمراض العضلات مثل duchene muscle dystrophy و ضمور العضلات الذي لايستطيع المصاب به العيش لفوق 20- 30 سنة حيث يقضي سنوات حياته في المرض وعلى كرسي متحرك. وقد تمثل الخلايا الجذعية المشيمية المتحولة إلى عضلات حلا لمثل هذه الأمراض بسبب إمكانية الوصول لمكان الإصابة في العضلات وإمكانية دمج خلايا العضلات الهيكلية الوظيفية الجديدة في الأنسجة المريضة بعد الزرع”.

وأضافت: “هذه الدراسة فريدة من نوعها و تعتبر أول دراسة تجمع بين تأثير هرمونات النمو و الخلايا الجذعية المستخرجة من مشيمة الإنسان المتحولة لعضلات. لقد نجحت ولله الحمد في تحويل الخلايا الجذعية المستخرجة من مشيمة الإنسان إلى خلايا عضلية ، وقد حصلت على عدة جوائز لبحثي ولله الحمد وتم اختياري أكثر من مره لعرض بحثي في مؤتمرات كندية ودولية”.

وعن سر اختيارها لهذا التخصص .. قالت الدكتورة دعاء :”لقد كانت مادة الأحياء من أحب المواد إلى قلبيولطالما كنت مولعة بإبداع الله سبحانه وتعالى في جسم الإنسان و فكرت كيف أستطيع فك ألغازه ومحاولة إيجاد حلول لإصلاح الذي يتلف منه ، وكلما تعلمت شيئا كلما زادت رغبتي في تعلم المزيد. قال الله تعالى: ” وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” صدق الله العظيم ، وقال الامام الشافعي رحمه الله: ” وإذا ما ازددت علماً زادني علما بجهلي”.

ومضت تقول: “أبحاث الخلايا الجذعية في السنوات الأخيرة تقدمت، والوعد باستخدام الخلايا الجذعية في تجديد الأنسجة والعلاجات الخلوية هو أقرب إلى أن يصبح حقيقة واقعة في المجال السريري. ومع ذلك، قبل أن يمكن استخدامها بشكل موثوق وآمن في الطب التجديدي، فمن الضروري أن نفهم كيف تؤثر العوامل داخل البيئة المحيطة بالخلايا الجذعية عليها وتحديد مصيرها داخل المختبر”.

وتابعت :”عادة ما يتم التخلص من المشيمة بعد الولادة حيث أنها تعتبر نسيج بدون فائدة بعد إتمام مهمتها في الحمل من نقل الغذاء والأكسجين للجنين. لكنها في الحقيقة تمثل مصدر غني جدا للخلايا الجذعية التي يمكن استخدامها لتطوير علاجات تجديدية ، ومن أبرز صفات هذه الخلايا المشيمية انخفاض احتمالية تحولها إلى أورام سرطانية مقارنة بغيرها وكذلك امتلاكها قدرة كبيرة على الحد من إمكانية إطلاق استجابة مناعية بعد زراعتها لذلك يمكن للخلايا الجذعية المشيمية أن تكون مصدرا متاحا بسهولة للتطبيقات السريرية في المستقبل ، ويتم ذلك بعد الولادة مباشرة حيث نقوم بجلب المشيمة إلى المختبر ويتم تعريضها لهضم انزيمي و فصل حسب الكثافة حتى نتمكن من استخراج الخلايا الجذعية تحت ظروف معقمة.

واختتمت الدكتور دعاء حديثها بكلمة أخيرة قالت فيها :”في البداية أوجه شكري واعتزازي لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله و دولتنا الرشيدة التي تسعى لرفع شأن ومكانة المرأة السعودية ثم للملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الذي فتح الباب للمرأة السعودية حتى تبدع و أعطانا فرصة الابتعاث لنكون خير سفراء لخير وطن كما أشكر وزاره الحرس الوطني و مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية kaimrc لأنهما أتاحا لي فرصة إكمال مسيرتي العلمية ودعماني ، وأشكر أيضا والداي حفظهما الله (عبدالخالق أبوالعلا وهدى مناع) اللذين سهرا الليالي لأصل إلى أعلى المراتب ، واقول لهما : شكرا على دعمكما وتوجيهكما المستمر و دعواتكما .. شكرا لأنكما تركتما لي الخيار و أتحتما لي الفرصة أن أبدع واختار ما أحب ، كما أشكر زوجي (نايف إسكندراني) الذي شجعني و دعمني و آمن بمقدرتي وكسر قيود العادات والتقاليد لكي أكمل دراستي في الخارج. وأقول له : شكرا على إيمانك بقدرتي وإيجابيتك وصبرك ، وكذا أشكر إخوتي وأحبابي و صديقاتي لثقتهم بي ودعمهم المتواصل لي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟