مؤتمر الجمعية السعودية للطب الوراثي يختتم أعماله في الرياض بـ 12 توصية
اختتمت فعاليات مؤتمر الجمعية السعودية للطب الوراثي 2018 بالرياض، بحضور 130 من أطباء الأطفال والوراثة والتمثيل الغذائي والباحثين الوراثيين وفنيي المختبر ومرشدي الوراثة والمهتمين بذات الاختصاص من مجالات الطب الأخرى من مناطق المملكة.
وبارك رئيس الجمعية الدكتور زهير رهبيني نجاح المؤتمر الذي يأتي مواكبًا لجهود الحكومة لدعم كل ما من شأنه خدمة المواطن ودعم الجهود الصحية للجمعية ورفع مستوى الوعي المنشود لمواجهة الأمراض الوراثية، منوهًا بمشاركة زملائه من المتحدثين، وفرق العمل من الخبرات الوطنية في مثل هذا الحدث الطبي الكبير الذي استهدفت الجمعية من خلاله رفع مستوى خدمات الطب الوراثي في السعودية.
وأوضح رئيس اللجنة المنظمة استشاري أبحاث الجينات الطبية الدكتور صالح بن محمد الغامدي؛ أن المؤتمر خرج بـ12 توصية توجه الاهتمام نحو العديد من مواضيع المؤتمر، تشمل المورثات والجينوم البشري، وعلاقة المورثات بغيرها من العوامل البيئية الأخرى، وكذلك تقنية المعلومات في مجال الطب الوراثي، إضافة إلى مستقبل هذا العلم في تشخيص الأمراض والعلاج.
ودعت توصيات المؤتمر إلى دعم الفحص المبكر للمواليد، وزيادة عدد الأمراض التي يمكن فحصها، ودعم البرنامج من حيث تغطية المواليد جميعهم، خصوصًا في القطاع الخاص، وأن تتضمن متابعة الحمل للأم برنامج توعوي بأهمية الفحص المبكر للمواليد، بحيث تكون العائلة والأم خاصةً، على وعي بأهمية هذا الفحص، وأخذ عينة الدم قبل خروج الطفل بعد الولادة من المستشفى ومتابعة نتائج العينة.
كما دعت التوصيات إلى وضع ضوابط للفحوصات الوراثية المستجدة وضبطها أخلاقيًّا، والحقوق العامة والخاصة للنتائج؛ حيث إن الفحص الوراثي قد يوضح مورثات لم يسأل عنها المريض، وقد تكون مورثات تسبب أمراضًا لاحقًا؛ حيث كان من الأهمية وضع الضوابط الوطنية والأخلاقية لمثل هذا الفحص لإخبار وتوعية هذا المريض.
وأوصى المؤتمر كذلك بزيادة الوعي الصحي والتعليم، خاصةً بين الأطباء العوام والباطنة والأطفال لمعرفة هذه الأمراض وأعراضها؛ وذلك لإحالة المريض بطريقة عاجلة إلى المتخصصين، خاصةً أن التشخيص المبكر لهذه الأمراض يؤدي إلى نتائج جيدة.
وأكدت التوصيات أهمية تشجيع الخريجين الجدد من أطباء وطبيبات بالتخصص الدقيق في مجال الوراثة؛ إذ لا تزال الحاجة ماسة إلى هذا التخصص، سواء على مستوى الأطباء أو الباحثين أو مرشدي الوراثة.
كما شملت التوصيات الدعم المادي واللوجستي لأبحاث الوراثة على المستوى الوطني، وتشجيع الأجيال الجديدة للخوض في غمار هذا المجال، وكذلك دعم البرامج التعليمية والتوعوية، سواء على مستوى الأطباء أو على مستوى المجتمع، بوضع برامج وورش عمل ونشرات توعوية وبرامج تعليمية لرفع مستوى الوعي بهذه الأمراض وأعراضها والوقاية منها.
ونوه المؤتمر بدعم البرامج الوقائية الأمراض الوراثية على مستوى المملكة، خصوصًا الفحص المبكر للمواليد والفحص أثناء الحمل وفحص ما قبل الغرس للوقاية من هذه الإمراض، إضافةً إلى دعم برنامج فحص ما قبل الزواج، وزيادة عدد الأمراض لتتجاوز الفحص الحالي لمرضى الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط، وزيادة هذه الفحوصات مستقبلًا لتشمل الكثير من الأمراض التي يمكن تفاديها بهذا الفحص.
وأكدت التوصيات زيادة المعرفة بالأورام ذات العلاقة ببعض المورثات، التي يمكن أن تنتشر على المستوى العائلي بالفحص المبكر لمثل هذه الأمراض ووضع برامج وقائية لتفادي حدوث الورم؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الفحص المبكر لمثل هذه الأورام يعطي نتائج إيجابية من ناحية الوقاية والعلاج، إضافة إلى توسيع المعرفة بالمستجدات في علم الوراثة الشخصية، مشيرةً إلى ما يعرف بحساسية تأثير الدواء بحسب المورثات التي يحملها من دواء إلى آخر ومن مستخدم إلى آخر.
فيما دعت التوصية الأخيرة إلى تأكيد التعاون بين المراكز العلاجية الوراثية ومراكز الأبحاث بين جميع مراكز المملكة الطبية على مستوى المشروع الضخم “الجينوم البشري” لفحص أول 100 ألف عينة لمعرفة المورثات المرضية التي يحملها المجتمع السعودي.