مركز اليونسكو للجودة.. مبادرة سعودية تحقق إنجازات نوعية خلال 2017
حقق مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم العديد من الإنجازات النوعية خلال عام 2017 شملت مشاريع بحثية وندوات علمية وشراكات إقليمية ودولية تصب في تحقيق الاهداف الاستراتيجية للمركز ولمنظمة اليونسكو.
ويعتبر المركز من مبادرات حكومة خادم الحرمين الشريفين متمثلة في وزارة التعليم ، بغرض المساهمة والمشاركة الفعالة في عملية الإصلاح التعليمي على الصعيد الإقليمي والدولي ، ويعد المركز الأول من نوعه تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بوصفه بيت خبرة متخصصاً في مجال الجودة والتميز في التعليم.
وأوضح المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم د. حسام زمان أن المركز حقق الأهداف الاستراتيجية لمشاريع عام 2017 في وقت قياسي وقدمت نتائجها وتوصياتها لصناع القرار وواضعي السياسات في وزارات التربية والتعليم في الدول العربية. وأرجع ذلك لمتابعة وتوجيهات معالي رئيس مجلس إدارة المركز ووزير التعليم معالي الدكتور أحمد بن محمد العيسى.
واستعرض الدكتور زمان في هذا التقرير العديد من إنجازات المركز خلال عام 2017 فالبداية مع المشاريع:
نفذ المركز خلال العام الميلادي المنصرم مجموعة مشاريع بحثية معتمدة من مجلس الإدارة على مستوى العالم العربي منها واقع برامج إعداد المعلم ويهدف المشروع إلى التعرف على واقع برامج إعداد المعليمن في المنطقة العربية وإجراء بعض المقارنات إقليمياً ودولياً. وقدمت الدراسة مجموعة من التوصيات ابرزها السعي للحصول على الاعتماد الأكاديمي بشقيه المحلي والدولي بهدف تطوير البرامج وتحسينها ، وتحديث المناهج الدراسية في مؤسسات إعداد المعلمين ، والأخذ بسياسة الترخيص باعتبار التدريس مهنة محددة المهام والمهارات.
مشروع جوائز التميز في العالم العربي الذي يهدف إلى التعرف على واقع جوائز التميز في التعليم وقدمت الدراسة جملة توصيات أهمها وجود آليات وبرامج لتبادل الخبرات والتجارب بين القائمين على هذه الجوائز في العالم العربي، وعقد لقاءات وندوات بين القائمين على جوائز التميز لدارسة سبل تطويرها ومناقشة المعوقات التي تواجهها.
وقدم المركز دارسة حول مؤشرات جودة التعليم في العالم العربي وذلك لتقديم صورة حقيقية عن واقع جودة التعليم وبيان أهم النتائج المتوقعة ، حيث خرجت الدراسة بالعديد من التواصيات منها تطوير وتحديث البنية التعليمية بحيث تصبح مرحلة الطفولة المبكرة إلزامية ضمن السلم التعليمي، وبناء نظام للمساءلة وضبط الجودة في النظام التعليمي.
وقاد المركز مبادرة مشروع تراجم الجودة بهدف إثراء المحتوى العربي من خلال ترجمة مجموعة كتب متنوعة في المجال التعليمي المختص بالجودة والبيئة التعليمية إلى اللغة العربية منها كتاب “الجامعة الأخلاقية” وكتاب “جودة المعلمين:دراسة دولية حول كفايات المعلمين ومعاييرهم” وكتاب “أصغر، أسرع، أقل تكلفة: تطوير عمليات تقييم التعليم في الدول النامية”.
وحقق المركز 17.5% موارد ذاتية من خلال العقود البحثية والتطويرية التي نفذها مع المؤسسات الأكاديمية والتعليمية محلياً وإقليمياً. وتفاعل المركز مع الأيام الدولية بالندوات العلمية ونشر المعرفة عن طريق الأفلام القصيرة ، حيث أطلق المركز فيلم توعوي قصير بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، بعنوان: (التعليم الجيد..رحلة مشوقة يقودها معلم ملهم) ويهدف الفلم إلى تحفيز المعلم على الإبداع والابتكار في البيئة الصفية، وترسيخ استثنائية دور المعلم الملهم في العملية التعليمية. بالإضافة إلى عقد ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للطفل بعنوان”التعليم والطفل” وتهدف الندوة إلى تعزيز الوعي بحقوق الطفل خصوصا تعليم الأطفال وقت الحروب والأزمات، وتسليط الضوء على الجهود الحكومية والأهلية لرفع نسب الالتحاق برياض الأطفال. وكانت أبرز توصيات الندوة تطوير برامج تعليمية تواكب احتياجات الاطفال في بلاد النزوح تركز على التعليم الأساسي للطفل لرفع قدرته على مواكبة الظروف ، ونشر التسامح ونبذ خطاب الكراهية لتقليل معاناة اللاجئين ، ومعالجة عمالة الأطفال من خلال توفير عمل لأولياء أمور الأطفال حتى يتسنى للأطفال اكمال دراستهم بدل العمل لإعالة أسرهم النازحة.
وقدم المركز مشروع تدريب بعض منسوبي وزارات التربية والتعليم في العالم العربي على المؤشرات التعليمية وكانت بداية إنطلاق المشروع من السعودية حيث بدأ تنفيذ البرنامج الشهر الماضي بحضور 30 متدرب ومتدربة من وزارة التعليم لمدة ثلاثة أيام. ويتمحور البرنامج التدريبي حول بناء وقياس المؤشرات التعليمية، ويهدف إلى تعزيز قدرة المشاركين على تحديد وتحليل وتفسير واستخدام مؤشرات التعليم في التخطيط والرصد والتقييم. وسيتم تنفيذ البرنامج التدريبي في سبع دول عربية خلال هذا العام.
ويعمل المركز مع الشركاء على تحقيق بعض الاهداف الاستراتيجية لمنظمة اليونسكو فقد ساهم في ندوة “إعادة التفكير في التعليم” التي اقيمت في شرم الشيخ في ديسمبر الماضي بحضور نخبة من المفكرين والمختصين لمناقشة منشور اليونسكو إعادة التفكير في التربية والتعليم نحو صالح مشترك عالمي بالشراكة مع مكتب اليونسكو في بيروت والبنك الإسلامي للتنمية. ومشروع ندوة المواطنة العالمية في مناهج التعليم العام في الدول العربية ، وغيرها من الفعاليات التي ستنعكس إيجاباً على واقع التعليم العربي.
وساهم المركز بمجموعة من الفعاليات والمشاركات العلمية ، فقد ساهم في اربعة مشاركات محلية ، وثمانية مشاركات إقليمية على مستوى العالم العربي ، وأربعة مشاركات دولية منها المشاركة في التقرير العالمي لرصد التعليم في واشنطن ، والمشاركة في مشروع تحسين دعم المعلم والمشاركة في المجموعات التربوية المحلية بفرنسا. ووقع المركز العديد من الاتفاقيات والشراكات المحلية والإقليمية والدولية.
وكان مجلس إدارة المركز والذي عقد في باريس نهاية شهر نوفمبر الماضي على هامش المؤتمر العام لليونسكو في دورته 39 ، أقر العديد من المشاريع والندوات الإقليمية في خطته لهذا العام 2018 كمشروع سياسات وبرامج التدريب أثناء الخدمة وبرامج التنمية المهنية للمعلم، ومشروع تضمين مفهوم المواطنة العالمية في مقررات التعليم العام ، ومراجعة تطوير برامج إعداد معليمي المرحلتين المتوسطة والثانوية في بعض الدول العربية ، ودور مساهمة القطاع غير الحكومي في تحقيق جودة التعليم في الدول العربية ، ومشروع السياسات الخاصة بالمعلمين في الأنظمة التعليمية.وكذلك تطوير الجودة في برامج إعداد المعلمين.
وثمن المدير العام للمركز دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهم الله ـ استضافة المركز وتوفير ميزانيته التشغيلية وجعل تطوير وتجويد التعليم في العالم العربي في قائمة الأولويات. وأردف: أن المركز يحضى بدعم مستمر ومتابعة دائمة وتوجيهات سديدة من معالي رئيس مجلس إدارة المركز وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في تحسين جودة التعليم في العالم العربي.