ملتقى أبحاث الحج بالمدينة المنورة يدرس تحويل إعاشة الحجاج إلى صناعة
عقد الملتقى السابع عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة جلسته العلمية الثالثة برئاسة أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، حيث تركزت مناقشات الباحثين والمهتمين بشؤون الحج والعمرة حول ” البيئة والصحة “، على جملة من المشروعات عبر ست أوراق عمل استهلها المهندس علي بن سليمان العلاوي من مؤسسة البيئة والتنمية لنظم الجودة بالورقة التي قدمها عن (الخدمات الغذائية المقدمة لضيوف الرحمن – رؤية لصناعة مميزة) نبه خلالها إلى أهمية الارتقاء بمستوى الإعاشة للحجيج بتوظيف أحدث تقنيات الأغذية لإنتاج وجبات في متناول ضيوف الرحمن لتتواكب مع رؤية المملكة 2030 في تيسير الحج والعمرة.
وشدد على ضرورة تقديم خدمات غذائية مميزة للحجاج والمعتمرين، تكون مأمونة من الناحية الصحية، وتفي باحتياجات الحاج من الناحية الغذائية، مبينا أن الخدمات الغذائية أصبحت رؤية للمستقبل وصناعة مزدهرة وخدمة مميزة، لافتا إلى التطور السريع الذي تشهده المملكة العربية السعودية من تنوع الطبخ في المنازل والخيام إلى المطاعم ومطابخ الولائم إلى مطابخ الإعاشة والوجبات الجاهزة في الوقت الحاضر، فضلا عن تنوع طريقة تقديم الوجبات من الأكل الجماعي إلى العبوات الفردية المغلفة بطريقة آلية ومحكمة.
وأشار الباحثون الدكتور عبد الرحمن مطلق الخطابي من وحدة العلوم والتقنية والابتكار بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والدكتور تركي محمد حبيب الله والدكتور عصام عبد الحليم مرسي والدكتور فتحي فوزي شعبان من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وعبدالله دخيل الله المحمادي من إدارة التشغيل والصيانة بوكالة المسجد النبوي، وعاصم نشوان الاستشاري بإدارة التشغيل والصيانة بالمسجد الحرام، إلى جدوى نظام الرشاشات الرذاذية في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي في خفض درجات حرارة الهواء الخارجي إلى 9 درجات مئوية في المتوسط وقد يصل حمل التبريد خلالها إلى 52 كيلوات لمروحة الرذاذ الواحدة المستخدمة في ساحات المسجد الحرام مع كفاءة تبريدية تجاوزت 50%، علاوة على توفير70% من الطاقة الكهربائية مقارنة بالطاقة التي يحتاجها نظام تبريد الفريون للحصول على نفس الحمل التبريدي، مما ساعد على انخفاض نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار 80%، مبينين أن ذلك يدل على أن هذا النظام يساعد بشكل كبير في خفض الطاقة الكهربائية المستهلكة لتوفير الراحة الحرارية والذي يعد صديقا للبيئة. وفي ذات الجلسة نبه الباحث الدكتور عبد الله بن فيصل السباعي من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة خلال ورقة عمل بعنوان ( دراسة النفايات العضوية الناتجة عن خدمة الإعاشة بمساكن الحجاج في مكة وطرق تقليلها للحد من الهدر) إلى ضرورة مرعاة الظروف الصحية للحجاج المصابين بأمراض مزمنة وذلك بتقديم الطعام المناسب لهم.
وشارك كل من الدكتور حسن قاسم محمد هريدي، والدكتور عبد الإله عبد الغني الفتني، والدكتور عبد الرشيد ياسين أيوب من المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل في الجلسة بورقة علمية حملت عنوان ( دراسة مدى جاهزية العاملين الصحيين، وقبولهم للمخاطر في مواجهة التعامل مع الحالات المحتملة لفاشية متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا في مستشفى للطوارئ بالمشاعر المقدسة بمنى خلال موسم الحج للعام 1437 هـ 2016م) أكدوا خلالها جاهزية مقدمي الخدمة الطبية بمستشفى الطوارئ بمنى في مواجهة التعامل مع الحالات المحتملة لفاشية متلازمة الشرق الأوسط.
وخلص كل من الدكتورعمر بشير أحمد من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، و الدكتور ياسر محمد عيد من كلية الفنون والتصميم الداخلي بجامعة أم القرى، وهدى محمد عليط من كلية التصاميم والاقتصاد المنزلي بجامعة الطائف، خلال مشاركتهم بورقة علمية بعنوان (التطهير الذاتـي لكسوة الكعبة المشرفة باستخدام نانو تكنولوجيا التيتانيوم ) إلى أن معالجة قماش كسوة الكعبة بمادة ثاني أكسيد التيتانيوم النانونية يكسبها قدرة التطهير المستمر ويحد من تزايد الميكروبات سواء أكانت بكتريا أو فطريات ولأوقات طويلة. وأفادوا أن هذه الطريقة تعمل كمحفزات لتحطيم المواد العضوية والجراثيم بحيث يمكن جعل الأقمشة أن تطهر نفسها بنفسها من خلال معالجتها بفيلم رقيق جدا من أكسيد التيتانيوم النانومتري والذي يعمل كعامل مساعد لتكسير وإزالة مواد الاتساخ والرائحة والبكتريا والبقع الملونة والمواد العضوية الضارة.
وتحدث كل من الدكتور شوكت محمد فتحي عبد اللطيف من قسم الطب البيطري بكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم، و الدكتور بسام حسين مشاط، والدكتور إبراهيم حسين أحمد عبد الرحيم، والدكتور أسامة عطا الله من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، خلال ورقة علمية بعنوان (تقييم تجربة الاستفادة من مخلفات المجزرة الحديثة (ب) التابعة لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي ) عن أهمية الاستفادة القصوى من المخلفات الحيوانية لذبائح أغنام الهدي والأضاحي، مستشهدين بتجربة فعلية وعملية للاستفادة من الكبد بوصفه أحد الأعضاء المهمة الصالحة للاستهلاك الآدمي ليكون نموذجا يمكن تكراره على باقي الأعضاء الأخرى، داعين إلى وضع خطة إستراتيجية علمية وعملية للاستفادة المستدامة من جميع الأعضاء الصالحة للاستهلاك الآدمي والمخلفات الحيوانية الأخرى.