لقاء التعايش المجتمعي

إعلام “التعايش المجتمعي”: كلمة عاقلة.. ثم صوت وصورة

إعلام “التعايش المجتمعي” من أهم متطلبات تكريس فكرة التعايش في المجتمع ، ويبدو أن هناك تدرُّجا منطقيا في أولويات المبادارت الـ 12، التي تبناها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مؤخراً، عقب اختتام اللقاء الوطني للتعايش المجتمعي.

بعد مبادرة “تواصل” التي تهتم بإبراز دور هيئة كبار العلماء في تحقيق التعايش، ثم مبادرة “دليل التعايش” كوثيقة علمية شرعية واضحة، ومبادرة “نعيش سوا” التي تحقق الإطار العملي التطبيقي للتعايش عبر الميادين واستهداف شرائح المجتمع خصوصاً الناشئة والشباب، جاء الدور لإبراز التعايش المجتمعي نفسه إعلامياً، من خلال مبادرة “الإعلام المعاصر والتعايش المجتمعي”، وهي مبادرة تهدف إلى إقامة حملة توعوية شاملة عبر القنوات الإعلامية الرسمية (مرئية، مسموعة، صحف، وإعلام جديد)، لنشر قيم التعايش المجتمعي، وإبراز آثاره الإيجابية على اللحمة الوطنية.

مدلولات الكلمة

يعتمد الإعلام على الكلمة (مكتوبة، ومسموعة، ومرئية)، وهى كلها عناصر تأتي ضمن أدوات إعلام “التعايش المجتمعي”، مع تنامي الصيغ الحديثة للإعلام الجديد مع زخم “الملتيميديا”، لهذا سيكون للإعلام بكافة وسائطه التقليدية والحديثة دوراً أساسياً في إيصال مفهوم التعايش المجتمعي، عبر  المبادرة الإعلامية.

وضمن إعلام “التعايش المجتمعي”تم التركيز على الإعلام الرسمي، وهذا وضع صحيح وإيجابي، يمكن من خلال إنفاذ “الكلمة العاقلة الرزينة” إلى حيث يجب أن تنفذ وتصل، وبالتالي يمكن توظيف الإعلام الجديد حتى إن كان “غير رسمي”، في تداول شأن التعايش المجتمعي بصيغة عاقلة ورزينة أيضاً، من أجل تأصيل مفهوم الحوار، الذي تنبني عليه أُسس مركز الحوار الوطني أصلاً. ولعل السعي لتهذيب أساليب الحوار عبر “الإعلام الجديد”، من الأهداف الإعلامية السامية عبر منطق الحوار، وقد يكون “التعايش المجتمعي” إحدى الموضوعات الجوهرية لتحقيق الحوار الآمن والهادف والراقي والمهذب، بكل ما تحملي دلالات المعاني.

صوت وصورة الإعلام

إيصال الكلمة المسموعة عبر الإذاعات لها مكانة ضمن إعلام “التعايش المجتمعي”، والكلمة المصورة عبر المحطات التلفزيونية، لم يعد وحده المسار الإعلامي في أدواته المعاصرة والمستحدثة، حيث يمكن إيصال الصوت أو الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الإعلام الجديد)، من خلال دقائق وثواني معدودة، كما تفعل مواقع “إنستجرام” و”سناب شات” و”تويتر” تحديداً.

لذا ستكون هناك مهمة صعبة في تحقيق رسالة إعلام “التعايش الاجتماعي” عبر القنوات الرسمية للمبادرة، وتعاوناتها مع الجهات الرسمية والمؤهلة، حتى يتحقق التنافس مع الإعلام الشعبي، حيث من الوارد وجود بعض “الإسفاف” و”المهاترات السلبية”، من أجل تحويل كل ذلك إلى حوار إيجابي مطلوب، يحقق الكثير من أهداف مركز الحوار الوطني أولاً، ثم التعايش المجتمعي ثانياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟