التعايش المجتمعي يدخل “حارتنا” لإقناع الأطفال بأفلام الكارتون
التعايش المجتمعي لا يزال هو القضية الأبرز مجتمعيا ليس في السعودية فقط بل في كل الدول حول العالم ، وفي هذا الصدد فإن الإعلام يفرض حضوره عبر المبادرات الـ 12 لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، عبر اللقاء الوطني للتعايش السلمي، الذي اختتم يوم الخميس 2 ربيع الأول (1 ديسمبر).
بعد مبادرة حملة الإعلام الرسمي، ومبادرتي “أنا سعودي” و”سفراء التعايش” عبر الإعلام الاجتماعي، جاء دور الإعلام المرئي من خلال صناعة الأفلام بما يصب في إطار التعايش المجتمعي، وتحديداً أفلام الكارتون الموجَّهة لشريحة الأطفال المهمة جداً، وذلك من خلال مبادرة “حارتنا” الإعلامية، التي تستهدف صنع وعي لدى الأطفال عبر الأفلام الكارتونية بطرق حوارية وابداعية، عن طريق فريق متخصص ومحترف.
وبشكل منطقي، لا يمكن استخدام وسيلة لإقناع الأطفال إعلامياً، إلا من خلال وسيلة “الفيلم الكارتوني”، وتقنية “الأنيميشن”.
تعبير عتيق بـ “الرسوم”
تؤكد الكثير من آثار الكثير من الحضارات الإنسانية والشواهد المسجلة في تاريخ الكثير من شعوب العالم تتصل بما يتعلق بملف التعايش المجتمعي، أن الإنسان منذ ظهوره على كوكب الأرض، كانت تمتلكه رغبة في توثيق بعض قصصه وإنجازاته واكتشافاته المختلفة، عن طريق “صور متسلسلة”، كأنك إن أمعنت النظر إليها لوجدت أنها تمثل شكل ما من الرسوم المتحركة (الأنيميشن)، مثل بعض الرسوم في الكهوف التي ترجع للعصر الحجري، والتي تصور حيوانات يتغير مكانها أو موضع قدمها بتتابع الرسومات، أو تلك القطعة الفخارية تم اكتشافها مؤخراً وتعود لـحوالي 5200 سنة مضت توضح في خمسة صور متتالية ماعزاً يحاول القفز عالياً ليأكل من شجرة، أو متتابعة صور في مقبرة مصرية قديمة تعود لحوالي 4000 سنة مضت تصور مباراة مصارعة، أو إلى ليوناردو دافنشي وبعض رسوماته لأعضاء الجسم البشري التي تشكل تتابعاً لصور متحركة.
كل هذه الشواهد لا يمكن اعتبارها رسوماً متحركة، لكنها بلا شك أنها تعتبر حجر أساس في تطوُّر هذا الفن، وهى تتصل أيضا بفكرة التعايش المجتمعي.
إيصال رسالة مهمة عبر الرسوم
ومن خلال الرسوم المتحركة، أو تقنية “الأنيميشن”، أو أفلام الكارتون”، تبرز وسيلة مخاطبة الطفل لإفهامه ضرورة التعايش المجتمعي مع أقرانه من البيئات والمحاضن المختلفة، حينما يلتقيهم ويكبر معهم عبر المدارس والجامعات بمرور سنوات العمر.
ولعل هذه المبادرة التي اتخذت اسم “حارتنا” لدلالة المكان المهم لنشأة أي فرد من المجتمع، والذي يعني الكثير لكل إنسان بشأن طفولته ونشأته، ومعانيه بالنسبة لمرحلة الطفولة تحديداً، تتطلب إيجاد تقنيات محترفة بالفعل وأشخاص أكثر احترافاً من أجل تنفيذ برامج رسوم متحركة وأفلام كارتونية في غاية الجودة، من أجل إيصال رسالة التعايش المجتمعي بكل احترافية.