شركة إعلام وأكثر الاستشارية

القرار القاطع الذي ليس فيه أي رجعـة

نشر في: السبت 11 فبراير 2017 | 08:02 م
A+ A A-
لا توجد تعليقات
د. إبراهيم الفقي

هل سمعت عن شخص يقول : ” قررت أن أقلع عن التدخين ثم تجده يدخن ؟” أو هل تعرف شخصاً يريد أن يهتم بصحته فيقول : ” قررت أن أنزل وزني وأمارس الرياضة وأكون حريصاً في نوعية الطعام الذي أختاره “

وتجده بالفعل يبدأ ولكن بعد فترة قليلة من الزمن يعود كما كان بل ومن الممكن أن يكون وزنه قد زاد عما كان عليه من قبل ؟

كثير من الناس يقرر أشياء ثم لا يضعها في الفعل , ولو وضعها في الفعل فيكون ذلك لفترة قليلة يعود بعدها كما كان من قبل ! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا ؟ وهل لا يريد هذا الشخص أن يحقق أهدافه ؟ وما هو نوع القرار الذي اتخذه ؟

معنى كلمة قرار يأتي من أصل يوناني وهو ” دوكايتيري ” أي قاطع .

فالقرار الذي يتخذه الشخص يجب أن يكون قراراً قاطعاً أي لا رجعة فيه مهما كانت الظروف أو التحديات أو المؤثرات الداخلية أو الخارجية . أما الشخص الذي يقول أنا قررت أن أقلع عن التدخين ثم يعود للتدخين مرة أخرى فقد قرر ولكن قراره ضعيف ليس له دافع قوي ورغبة مشتعلة تدعمه .

لو نظرت حولك ستجد أمثله كثيرة عن الأشخاص الناجحين الذين قرروا أن ينجحوا رغم كل المؤثرات السلبية التي كانت تواجههم ؛ لأن قرارهم كان مدعماً برغبة مشتعلة واعتقاد راسخ وتوقع إيجابي ومرونة تامة .

هذا هو القرار الذي أتكلم عنه  القرار الذي أخذته هيلين كيلر فأصبحت من أكبر المؤثرين العالميين على الرغم من أنها كانت عمياء وخرساء وأيضاً صماء ! القرار الذي أخذه خالد حسان وسبح المانش وفاز على الرغم من أنه فقد أرجله في حادث أليم وهو طفل صغير . القرار الذي جعل جماله البيضاني تصمم على جمعية التحدي وعَول بفضل الله سبحانه وتعالى أكثر من ألف ومائتين معاقة على الرغم من أنها هي نفسها مصابة بشلل نصفي .

والقرار الذي اتخذته أنا شخصياً لكي أكون بطل مصر في تنس الطاولة على الرغم من وجود أكثر من مائتي لاعب كانوا جميعاً أفضل مني في وقتها ، ولكني فزت بالبطولة ومثلت مصر مع الفريق القومي في ألمانيا الغربية لعام 1969 ، والقرار الذي اتخذته للسفر إلى كندا لكي أحقق حلمي الثاني وهو الوصول إلى الإرادة العليا في الفنادق ، وعلى الرغم من أنني كنت غريباً تماماً عن هذه البلد ، وكان الطريق في منتهى الصعوبة ولكنني قررت قراراً قاطعاً فكنت أعمل في غسيل الصحون وأدرس في جامعة كونكورديا ، ومرت الأيام والسنون وأنا أواجه تحديات من كل نوع منها على سبيل المثال التفرقة العنصرية والدينية والطرد والاتهامات الكاذبة والتهديدات من كل نوع حتى وصلت إلى تهديد زوجتي وأولادي ! ولكن بفضل الله – سبحانه وتعالى – أصبحت مدير عام أكبر فنادق مونتريال ، وحققت حلم حياتي وهدفي الثاني .

هذا هو القرار الذي أتكلم عنه ، القرار القاطع الذي ليس فيه أية رجعة مهما كانت التحديات والصعوبات ؛ لأن هذه التحديات ليست إلا خبرات ومهارات تكتسبها في طريقك إلى القمة . لذلك قرر اليوم أن تكون أفضل ما تستطيع أن تكونه في مجالات حياتك ، وتذكر أنه لو حقق أي إنسان أي شيء فأنت أيضاً تستطيع أن تحققه بل وتتفوق عليه. 

  • التفكير الإيجابي، شركات الدكتور إبراهيم الفقي العالمية للتنمية البشرية
الرابط المختصر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحضور فيلمين سينمائيين في إحدى صالات السينما بالرياض

منسوبو “هيئة الترفيه” يشاركون أبناء جمعية “إخاء” فرحتهم بالعيد

خلال دورة تدريبية تحت عنوان (كيف تبدأ مشروعك الصناعي)

متخصص يقدم 3 نصائح مهمة قبل بدء أي مشروع صناعي