عضو الشورى د. فايز الشهري يوصي بإنشاء مرصد وطني لمراقبة التعايش
كشف الدكتور فايز بن عبدالله الشهري عضو مجلس الشورى أبرز التحديات التي راوحت التجربة السعودية في التعايش، وقال فايز الشهري أمام لقاء التعايش المجتمعي: إنها تتمثل في غياب مشروعات تعزيز المقاصد الشرعية، في ظل ضراوة خطط الاستقطاب السياسي الداخلي والخارجي، وتعميم ثقافة الضدية الحدية في الأصول والمعتقدات، وأيضاَ تزايد محاولات نسف وتسخيف وتضعيف الأصول العقدية، بجانب فشل مشاريع التعايش والحوار في إقناع المؤثرين الجدد، وكذلك إعادة إنتاج تراث قرون من التربص والانتظار وإسقاط الحوادث التاريخية والحالية في منظومة المؤامرات والحسابات المذهبية والفكرية، مع صعوبة مواجهة الضخ الهائل لتعزيز القولبة الثقافية والإعلامية لشريك الوطن المختلف.
وقال فايز الشهري إن علاقة التعايش تقوم على الإيمان بأن الاختلاف والتنوع الفكري سنة كونية، وتحييد المسائل المذهبية (العقدية) الخلافية في الحوار حول قضايا الوطن، والعدالة في منح الحقوق وأداء الواجبات الوطنية، والتفاف كل فصيل ثقافي ومذهبي على مراجع فكرية ودينية وطنية ولاؤها للوطن، والتأسيس لاستراتيجية وطنية تعزز التعايش ذات مفعول عملي. مشيراً إلى دعم جهود معالجات التشدد والإصلاح الفكري واستحضار وتعزيز عوامل التسامح والانسجام المجتمعي والاقتراب التطبيقي من لغة مجموع الناس وهمومهم.
وأوصى فايز الشهري بتشجيع المؤسسات الدينية (السنية/الشيعية) على ضخ المزيد وتنويع أوعية النشر، وتخصيص جوائز ومبادرات تكريم للأعمال النوعية، والانتقال من مرحلة (الحوار) المؤسسي إلى الثقافة العامة، ومراجعة أهمية استصدار أنظمة ولوائح تعزز روح التعايش، وإصدار قرارات صريحة تحفظ الحقوق وتمنع التعدي. عمل مقاييس وطنية سنوية لمعززات التعايش والمواطنة، تشجيع الإنتاج الدرامي للنماذج المشرقة. بالإضافة إلى إبراز رموز التعايش والتسامح في التاريخ الإسلامي والحاضر، وإنشاء مرصد وطني لمراقبة حالة التعايش وتوصيات دعمها، وضبط مفاهيم الحرية بإطار القيم والمعتقد في ضوء الاعتدال، وتشجيع مبادرات مشتركة لمواجهة الإلحاد والانحلال القيمي، وتعزيز جهود دعم ثقافة المصير المشترك ومواجهة التحديات، مع تشجيع التبرؤ من تيارات العنف والإقصاء والكراهية، وتنوير المجتمع بكل مشاربه بالمخاطر التي تتهدد باستثمار أوضاعه.