كُتاب وأدباء يسلطون الضوء على جدل الرواية وسحر القراءة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي
أقام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي فعالية أمس الأول بعنوان ”إثراء الكتابة الإبداعية“ للاحتفاء بالقراءة والكتاب في يومه العالمي، من خلال مجموعة من البرامج المتنوعة التي تتضمن ورش عمل كتابية متخصصة وجلسات نقاشية ومحاضرات لكتّاب وأدباء في مجالات الكتابة الإبداعية المختلفة.
وقد انطلقت أولى برامج ”إثراء الكتابة الإبداعية“ يوم السبت الماضي من الساعة 4:00- 9:30 مساءً وذلك في خيمة إثراء بالظهران. وفيها قدم الزميل عبدالله الحسني محاضرة بعنوان “أعمق تجاربنا” سلط فيها الضوء على سحر الكلمة، والأثر الذي تصنعه في نفس قارئها عبر مشاركة الحضور أسرار أعمق تجاربه القرائية. مضيفا : «لا شك أن للقراءة سحرها وغوايتها وكذلك الكلمات، فالقراءة مفتتح الدهشة ومنتهى الألق، تمنحنا ألقاً ذهنياً صافياً، وتقودنا لمفازات المعرفة وغابات من التأمّل العجيب في كوننا الفسيح».
وأوضح أن فاعلية القراءة تزداد حين يهتدي فعلاً القارئ لتلك الكتب التي تحدث تغييراً حقيقياً في ذهنية المتلقّي وتشرّع أمامه كل أسئلة الوجود والقلق المعرفي الخلاق. مردفا : «كما أنّ الكلمات بسحرها ودهشتها توفّر لنا -كما يشير أحد أهم المنظرين للقراءة وتاريخها ومتعتها ألبرتو مانغويل- بضعة أمكنة آمنة تمنحنا مأوى أثناء رحلتنا عبر الغابة المجهولة والمظلمة، كما يراها نشاطاً إبداعياً يجعلنا من كل الأوجه إنسانيين».
وعن الكتاب قال الحسني: «مازلت موقناً بأنّ الكاتب الجيّد هو الذي تبدأ متاعبك معه بمجرّد الفراغ من قراءته، وهي متاعب جميلة ومستثيرة لمكامن الإبداع لدينا، وتنفض عنا غبار الكسل الفكري، هذا هو الحال مع كل كتابة تثير لدينا قلقاً معرفيّاً أو ثقافياً أو حتى إنسانياً».
كما تضمن برنامج الفعالية ورشة عمل قدمها الروائي حجي جابر بعنوان: (كتابة الرواية الأولى)، وكانت تهدف هذه الرواية إلى تمكين المشارك من التعرف على التقنيات الرئيسة لكتابة الرواية الحديثة، وامتلاك أدواتها، وتلتها ورشة عمل أخرى من تقديم الأستاذة منال العويبيل، بعنوان: (كتابة السيناريو)، وهي ورشة عمل مقدمة للمهتمين في مجال الفن والتلفزيون والسينما، وعملت الورشة على إلقاء الضوء على أهم أدوات ومحاور هذا الفن.
وتضمن البرنامج أيضا جلسات نقاشية حول الكتابة خلف كواليس مسابقة اقرأ الوطنية ثم ندوة حول «تأملات في الرواية السعودية» والتي أدارها الناقد طارق الخواجي، وافتتحها الدكتور خالد الرفاعي داعيا إلى ضرورة أن يلتفت الكتاب الروائيون إلى ضرورة الوعي بماهية الأدب أولاً ثم الاهتمام بالشكل الروائي وأخيرا «تجربة الحياة للكاتب» منبعا مهمًا للكتابة الروائية، معلنا: «التجربة الحياتية يفتقر لها الروائي السعودي، فهو يكتب عن أمور لا يعرفها». أما الروائي بدر السماري فحاول تأطير الرواية السعودية في العشرين سنة الأخيرة، مشيراً إلى غياب فعل التأمل من الرواية السعودية ومتوقفا عند مشكلة «التنميط» داخل الرواية السعودية، حيث عادة ما تتكرر الصور النمطية للشخصيات حيث الأب هو الأب المتسلط في العديد من الروايات والأم هي الأم المستضعفة، وهكذا». أما الروائي أشرف فقيه فأشار إلى أن ثمة اتهام للرواية السعودية بأنها مشغولة بمطاردة القضايا الاجتماعية. مؤكدا أن الرواية في نهاية المطاف، دراسة، «فقد تكون شكلا أدبيا ولكنها بطبيعة الحال تأريخ لمرحلة».