مجتمع الجامعات والكليات.. بيئة جاذبة لتعزيز التعايش
مجتمع الجامعات هو من أهم المجتمعات الشبابية ، وهو من المجتمعات التي تشهد العديد من المبادرات ،وبالفعل هناك تدرُّج منطقي لأهداف المبادرات الـ 12 لمركز الحوار الوطني، من خلال اللقاء الوطني للتعايش المجتمعي الذي اختتم يوم الخميس 2 ربيع الأول (1 ديسمبر)، حيث لم يتم الاكتفاء بإنشاء كرسي بحثي للتعايش المجتمعي في إطاره النظري، عبر تعزيزه في المجتمع التعليمي.
الجانب التطبيقي لأهداف هذا الكرسي البحثي (كرسي الملك عبدالعزيز للتعايش)، تجلَّت من خلال المبادرة السادسة باسم “لتعارفوا”، حيث تقوم على وضع استراتيجية فعالة، تجعل من البيئة التعليمية الجامعية معزِّزة للتعايش المجتمعي خاصة في مجتمع الجامعات.
ولا يخفى أن مجتمع الجامعات يمثل مجتمعاً نخبوياً يرتبط بشريحة من الناضجين (من الجنسين)، هم آمال كل الأوطان لبنائها في مستقبلها القريب والبعيد. لذا يبدو التكريس لتحقيق هذه المبادرة، من الإيجابيات المحمودة لمركز الحوار الوطني.
تعارف الأطياف المختلفة
من منطلق الآية الكريمة “وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”، تتحقق أهم معايير المبادرة من خلال ضرورة السعي لتحقيق منطلقات التعارف بين أبناء المواقع المختلفة في الوطن الواحد (مناطق ومحافظات ومدن وأرياف)، حيث تتباين الأعراق والأنساب والمذاهب، لكنها تتوحد في إطار الهوية الوطنية الواحدة والانتماء الديني والوطني والإنساني الواحد.
ولعل المبادرة تسعى لتحقيق خواص التعارف، من خلال فعاليات إيجابية مختلفة تحتضنها البيئة الجامعية، يمكن أن تُفضي إلى ممارسات اجتماعية إيجابية تصب في خانة تحقيق أهم مزايا التعايش المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد.
ولعل القرآن الكريم والسيرة النبوية – خصوصاً ما بدأ في مجتمع المدينة المنورة كانطلاق لتأسيس الدولة الإسلامية بمفاهيمها المعاصرة – يفيدان كثيراً في تحقيق خواص التعارف عبر هذه المبادرة المهمة.
أهداف ووسائل التعارف
يمكن إيجاز مفهوم التعارف في مجتمع الجامعات يأتي ضمن معنى “الانفتاح على الغير من أجل التواصل معهم. ومن روائع الإسلام التي جعلته ديناً شاملاً، بحثه في كل شيء يمكنه بث الحب والمودة والانسجام بين عباد الله، حينما يكون الناتج مجتمعاً صالحاً.
ومن أهمية التعارف: الشعور بالأنس والتكامل والقوة، التكامل في القيام بأعباء الحياة، والتكيُّف مع مختلف أحوالها، التعاون وتبادل ألمصالح ودفع المفاسد، تبادل الخبرات والمعلومات والأفكار مع الآخرين، التعاون على الخير، وتبليغ رسالة الإسلام إلى كافة الناس.
ومن وسائل التعارف في الإسلام: العبادات الجماعية كالصلاة والحج، صلة الرحم، الصلح بين المتخاصمين، إفشاء السلام، إهداء الهدايا، والعفو عند المقدرة.