لا تلقِ بالاً: الحياة قصيرة ، فلنعشها
أثناء استمتاعي بقيادة الدراجة في إحدى عطلات نهاية الأسبوع ، تذكرت مدى اختلاف نظرتي للعالم من أعلى مقعد الدرجة ، فعلى النقيض من هدوء سرعة السيارة ، فقيادة الدراجة وقت الظهيرة أشبه بالانغماس في متعة حسية ؛ حيث إنني لم أكن فقط قادرة على التقاط كافة الأصوات والمناظر الربيعية – أفنية المنازل المحاطة بنبات الوستارية ، أزهار الليلك المزدهرة ، وطيور النورس المحلقة في جو السماء – بل أيضاً التمتع بعبير أشجار زهرة العسل ، وزهرة البحر ، ورائحة حفلات الشواء المقامة بالأفنية الخلفية للمنازل .
وبينما كنت أسير في الجوار ، تبسمت لدى تذكري لمدى الجهد الذي بذلته على مدار عام أو يزيد حتى اتخذت قراري بشراء دراجة ، ففي الواقع ، كان ترددي نابعاً من شعوري بالخجل والخوف من المجهول ، فماذا لو أنني قد أقبلت على شراء نوع سيء من الدراجات وندمت بعد ذلك ؟ وهل مازال بإمكاني قيادة دراجة بها ثماني عشرة سرعة بدلاً من ثلاث ؟ وهل أتمتع بالفعل بالقوة البدنية اللازمة للتوجه لمكان ما ؟ وهكذا منعني شعوري بالخوف من المجهول – خشية أن أبدو حمقاء أو بلهاء – من الاستمتاع بما صار بعد ذلك سلوتي المفضلة في الصيف .
وبالعودة إلى الوراء ، فإنه لمن السخف أن تشعر بالخجل إزاء عزمك على شراء دراجة ، لأن هذا الشعور شكل من أشكال الخوف وعدم الثقة بالنفس ، وهو ما يحول دون استمتاعنا بأبسط متع وملذات الحياة ، فغالباً ما نصد أنفسنا عن القيام ببعض الأمور التي نود تجربتها ، وذلك خشية الشعور بالحمق والسخافة وارتكاب الأخطاء .
كم مرة متعت نفسك من تجربة شيء جديد ؟ وماذا لو استيقظت ذات صباح وتناولت قرصاً لإزالة الخجل تماماً ؟ اعمل على إخفاء أي شعور بالخوف ينتابك خشية وضعك محل تقييم ، أو ظهورك في شكل أحمق ، أو تعرضك لموقف محرج ، فما إمكانية تحقيقك لذلك ؟ وما الجديد الذي ستقوم بتجربته ؟ وما المتعة التي ستهيأها لنفسك ؟
إن العمر الذي نقضيه في هذا الكوكب ثمين جداً ، فلماذا نبذل قصار جهدنا لصد أنفسنا وإعاقتها ؟ فلتتخل عن حذرك ولا تلقِ بالاً ، واستمتع بحياتك قليلاً ، فحينما تتصدى لخجلك بشكل مباشر ، ستفاجأ بسرعة تخلصك منه وتغلبك عليه ، صدقني ، فلقد تخلصت في وقت قصير جداً من الشعور بالخوف ، لدى ركوبي الدراجة لأول مرة مرتدية خوذتي الأنيقة الجديدة .
- جدد حيات