كيف تكون حكيما؟
كيف تكون حكيما؟
الرغبة المشتعلة؛ هكذا رد الحكيم الياباني كوشيدو كوندو عندما سأله أحد تلاميذه : ” ما هو الشيء الذي ينقصني لكي أكون حكيماً ؟” وعندما سأل شاب في العشرينات من عمره العالم والكاتب ومؤسس الكريستال كاثيدرال في نيويورك الدكتور روبرت شولر وقال : ” كيف أستطيع أن أكون كاتباً ناجحاً ومرموقاً مثلك ؟” فرد دكتور شولر وقال : ” عندما يكون عندك رغبة مشتعلة لكي تكون ما تريد ” .
فسأل الشاب : ” وما هي الرغبة المشتعلة ؟” فقال دكتور شولر : ” عندما تفكر في الكتابة قبل النوم ، وتفكر في الكتابة أول شيء في الصباح ، وتفكر في الكتابة وتتكلم عنها في كل فرصة ممكنة ، عندما تصبح الكتابة الشيء المسيطر تماماً على أفكارك وتسير في دمك ، هذه هي الرغبة المشتعلة ” .
الرغبة المشتعلة هي التي جعلت هيليري أدمون يخوض مغامرة من أخطر المغامرات التي خاضها في حياته وهي تسلق جبل أفرست . كان حلمه أن يكون أول رجل في العالم يتسلق أعلى جبل في العالم ، الجبل الذي يزيد ارتفاعه عن تسعة وعشرين ألف قدم الذي لم يجرؤ أي إنسان على تسلقه . وفي عام 1952 قام بالمحاولة ، ولكنه فشل وجرح جروحاً خطيرة أقعدته في العناية المركزة لمدة شهر كامل .
عند خروجه من المستشفى دعته مؤسسة رجال ونساء الأعمال في بريطانيا على حفل أقيم خصيصاً لتكريمه على المحاولة . في الحفل قابله الحاضرون بعاصفة من التصفيق ودعوه أن يتكلم عن تجربته فقبل وسار إلى المنصة ، وأخذ الميكروفون في يده اليسرى وقبل أن يتكلم لا حظ أنهم وضعوا أمامه تماماً صورة لجبل أفرست ، فترك هيليري المنصة وعمل قبضة بيده اليمنى ونظر إلى صورة الجبل وقال : ” جبل أفرست لقد هزمت المرة الأولى لكنني سوف أنتصر عليك قريباً جداً لأنك وصلت إلى أقصى درجة من النمو أما أنا فأنمو في كل لحظة ” .
في مايو عام 1953 تسلق هيليري أدمون أعلى جبل في العالم . تسلق جبل أفرست وحقق حلم حياته . وفي حديث له مع وسائل الإعلام قال : ” لم يكن لي أن أترك حلمي مهما كانت الظروف أو التحديات !” ثم أضاف ضاحكاً : ” الشيء الوحيد الذي كان من الممكن أن يمنعني من تحقيق هدفي هو الموت !”.
هذه هي الرغبة المشتعلة التي أتحدث عنها . القوة التي جعلت والت ديزني يقاوم الاستهزاء والسخرية والضياع لكي يحقق هدفه وحلم حياته وهو مدينة ديزني . هي التي جعلت رون سكاليون يصبح من أبطال العالم في الكاراتيه رغم أنه كان معاقاً . هي الوقود الذي يحرك الأحاسيس ويعطي قوة للسلوك . هي جذور النجاح والتقدم والتميز في أي مجال .
والآن دعني أسألك : ما هو الشيء الذي تريد تحقيقه في حياتك أكثر من أي شيء آخر ؟ إذا أردت فعلاً أن تحققه دعه يمشي في عروقك ، فكر فيه باستمرار ، وخطط له ثم ضعه في الفعل ، ومهما كانت التحديات فلا تتركه على الإطلاق وتذكر أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
- كتاب قوة التفكير، للكاتب الدكتور إبراهيم الفقي