جمع ثروته لم يكن لنفسه فقط بل لإثراء آلاف الناس
المهندس: منصور القحطاني*
في عام 2006م، أعلن عن منح جائزة نوبل للبروفيسور محمد يونس بنجلاديشي الجنسية مناصفة مع بنك جيرامين الذي أسسه قبل نحو 30 عاماُ، وبذلك حصل على مبلغ 18 مليوناً و50 ألف دولار.
صحيح أن البروفيسور يونس لم يصبح من أثرى أثرياء العالم ولكن ما يميز قصته أن جمعه لثروته لم يكن لنفسه فقط ولكنه كان من خلال أثراء الآلاف من الناس ومساعدتهم ليستقلوا مالياً ويستغنوا عما في أيدي الناس.
وبذلك ساعد في إعطاء الثراء نكهة لذيذة ورائحة زكية بعدما لوثها الكثيرون من عبدة المال عبر التاريخ الذين بنوا ثروتهم على استغلال الناس وكسب المال بطريقة غير مشروعة , قصة الثراء واثراء الناس التي انتهجها البروفيسور يونس امتدت عبر عقود من الزمن عززتها همته العالمية ومعرفته المتراكمة المتزايدة وذكاؤه الوقاد ومثابرته المتواصلة وتوفيق الله أولاً وأخيراً بسبب نيته الخيرة في مساعدة الناس ومنع استغلالهم , وبدأت هده الرحلة الطويلة المثيرة مع قدوم هذا الرجل المؤثر إلى الحياة وامتدت مع امتداد حياته , ولنعرف قصة الثراء هذه سنتعرف على قصة حياة هذا الإنسان الناجح .
ولد محمد يونس في الإقليم الغربي من بنجلادش في عام 1940 م لأسرة تتكون من تسعة أبناء ترتيبه الثالث بينهم، وفي بدايات العشرينيات من عمره، تأهل للابتعاث لإكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة نظراً لكونه طالباً متفوقا.
حاول الدكتور يونس إقناع البنك المركزي أو البنوك التجارية بوضع نظام لإقراض الفقراء دون ضمانات، ولكن البنوك لم تقتنع بهده الفكرة بل سخرت منها ولم يقبلوا حتى مجرد تجربة الفكرة. فما كان من الدكتور يونس إلا أن اقترض قرضاً خاصاً ليبدأ به مشروعاً في قرية جوبرا، واستطاع من خلال المشروع وبمساعدة زملائه – بعد توفيق الله – أن يغير حياة 500 أسرة من الفقراء ونلقها إلى الاستغناء. وكانت التجربة هذه قد تمت في الفترة من 1976م إلى 1979م وبعد النجاح الباهر للمشروع، اقتنع البنك المركزي بفكرة يونس في إقراض الفقراء وتبني مشروع بنك جرامين أي ” بنك القرية” وفي هتم 1981م زاد حجم المشروع ليشمل خمسة قطاعات وأصبح النجاح يتوالى في كل مرحلة مثبتاً فاعلية نظام القروض المتناهية في الصغر التي ينتجها بنك جرامين ويقدمها لزبائنه من الفقراء،
وفي عام 1983م وصل عدد زبائن البنك إلى 95 ألف زبون تتم خدمتهم من خلال 86 فرعاً للبنك , وهنا قرر الدكتور محمد يونس أن يترك الحياة الأكاديمية وتفرغ لحمله ومشروع حياته ” بنك حرامين” بعد أن أصبح مؤسسة مستقلة وساهمت الحكومة في البنك بنسبة 60 في المائة من رأس المال المدفوع وبقيت 40 في المائة لتكون ملكاُ للمقترضين من الفقراء وفي عام 1986م انخفضت نسبة الحكومة في ملكية البنك مقابل ارتفاع نسبة المقترضين إلى 75 في المائة من ملكيته الذي يقدر رأس ماله ب 13 مليون دولار والهدف الكبير للبروفيسور محمد يونس هو أ يثبت للناس أن القضاء على الفقر في العالم شيء ممكن – بأذن الله – وتجربته في بنك جرامين وفي بلد أفقر بلدان العالم خير برهان , وهكذا قدم البروفيسور يونس نموذجاً رائعاً للثراء يسعد الجميع
- نادي الثراء العربي