1440 دقيقة لتحسين حالتك المالية
أيًا من تكون، بغض النظر عن سنك أو تعليمك أو مهنتك، بإمكانك أن تجتذب الثروة. كما يمكنك أن تصدها عنك. ونحن نقول لك: “اجتذب الثروة، لا تصدها عنك”.
يبين لك هذا الفصل كيف يمكنك اجتذاب الثروة. هل تريد أن تكون ثريًا؟ كم صادقًا مع نفسك. بالطبع أنت ترغب في ذلك. أم تراك تخاف من أن تصير ثريًا؟
ربما تكون مريضًا، وبسبب مرضك هذا أنت لا تحاول تحقيق الثراء. إن كان هذا هو حالك، فقط تذكر قصة مايلو سي جونز التي قرأتها في الفصل ٢.
أما إذا كنت نزيلاً بإحدى المستشفيات فبإمكانك اجتذاب الثروة من خلال الدراسة والتفكير والتخطيط، مثلما فعل جورج ستيفيك.
التفكير وهو طريح فراش المستشفى! مرة تلو الأخرى، وبينما نقوم بدراسة حياة الأشخاص الناجحين، كنا نكتشف أنهم يؤمنون بأن أول يوم حققوا فيه النجاح كان اليوم الذي قرأوا فيه أحد الكتب التحفيزية. إياك أن تقلل من قيمة الكتاب. إن الكتب أدوات توفر لك التحفيز الذي يمكن أن يطلقك إلى آفاق جديدة والذي يمكن أيضًا أن ينير أي أيام مظلمة قد تصادفك فيما بعد.
كان جورج ستيفيك نزيلاً بمستشفى المحاربين الحكومية في هاينس بولاية إليونيز. وهناك اكتشف بطريق الصدفة قيمة وقت التفكير. لقد كان مفلسًا. وبينما كان جورج في فترة نقاهته كان لديه قدر كبير متوفر من الوقت. لم يوجد أمامه ما يفعله باستثناء القراءة والتفكير. لقد قرأ كتاب Think and Grow Rich، وصار مستعدًا لتحقيق الثراء.
خطرت له فكرة. كان جورج يعلم أن الكثير من المغاسل تقوم بطي القمصان المكوية على قطعة من الورق المقوى كي تحافظ عليها دون تجاعيد. ومن خلال كتابة بضعة خطابات عرف جورج أن ألواح الورق المقوى هذه كانت تكلف المغاسل حوالي ٤ دولارات لكل ألف. كانت فكرته أن يبيع هذه الألواح مقابل دولار واحد لكل ألف منها، لكن على أن يحمل كل واحد منها إعلانًا. وبالطبع سيقوم المعلنون بدفع ثمن هذه المساحة الإعلانية وبالتالي يحقق جورج المكاسب.
كانت لدى جورج فكرة، وقد حاول إنجاحها.
وحين خرج من المستشفى بدأ في تنفيذ فكرته!
واجه بعض المشكلات بالطبع نتيجة كونه جديدًا على مجال الإعلان. لكنه طور في النهاية أساليب دعائية ناجحة من خلال ما يطلق عليه الآخرون اسم “المحاولة والخطأ” ونطلق عليه نحن اسم “المحاولة والنجاح”.
استمر جورج في ممارسة العادة التي اكتسبها في المستشفى والمتمثلة في انخراطه في التفكير والتخطيط والدراسة لوقت معين كل يوم.
وحتى حين كان عمل جورج يسير بصورة سلسة، قرر أن يزيد من مبيعاته من خلال زيادة فعالية الخدمة التي يقدمها. لم يكن الزبائن يحتفظون بألواح الورق المقوى بعد أن يسحبوها من القمصان المطوية عليها. وقد سأل نفسه هذا السؤال: “كيف لي أن أجعل الأسر تحتفظ بهذه الألواح الموجودة عليها الإعلانات؟”. وقد قفز الحل إلى عقله.
ما الذي فعله؟ كانت ألواح الورق المقوى تحمل على أحد جانبيها الإعلان المطبوع بالأبيض والأسود أو الألوان. قام جورج بإضافة شيء جديد على الجانب الآخر، لعبة مسلية للأطفال، أو وصفة شهية لربات البيوت، أو أحجية طريفة تلعبها الأسرة كلها. يخبرنا جورج أن أحد الأزواج اشتكى أن فاتورة المغسلة قد ارتفعت بصورة كبيرة مفاجئة. ثم اكتشف بعدها أن زوجته كانت ترسل القمصان للمغسلة بعد ارتدائها مرة واحدة لتحصل على المزيد من وصفات جورج، بينما كان من الممكن ارتداء القمصان مرة ثانية دون غسيل!
لكن جورج لم يتوقف عند هذا الحد. لقد كان طموحًا. وقد أراد التوسع في عمله بصورة أكبر. ومجددًا سأل نفسه: “كيف؟” ووجد الإجابة.
لقد منح جورج ستيفاك مبلغ الدولار مقابل كل ألف لوح الذي كان يحصل عليه من المغاسل بأكمله للمعهد الأمريكي للمغاسل. وقد قام المعهد بدورة بحث جميع أعضائه على تقديم المساعدة له ولرابطته التجارية من خلال الاقتصار على استخدام ألواح قمصان جورج وحدها.
وبهذا اكتشف جورج أمرًا آخر مهمًا: كلما منحت المزيد مما هو مفيد ومرغوب، حصلت على المزيد منه.
لقد جعل التفكير والتخطيط الحريص جورج رجلاً ثريًا. لقد اكتشف أنه من الضروري تخصيص وقت للتفكير من أجل اجتذاب الثروة.
إن أفضل الأفكار تخطر ببالنا في أوقات الهدوء. ستكون مخطئًا إن ظننت أن التفكير المتعجل المتخبط سيعود عليك بأي نفع. لا تفترض أن الوقت الذي تخصصه للتفكير هو وقت ضائع. إن التفكير هو الأساس الذي يبنى عليه كل شيء.
بالطبع ليس من الضروري أن تكون نزيلاً بمستشفى كي ترسي في نفسك عادة قراءة الكتب التحفيزية المفيدة، أو لكي تفكر أو تضع الخطط. ولا يجب أن تكون جلسات التفكير والتخطيط والدراسة الخاصة بك طويلة. إذا استثمرت واحدًا بالمائة فقط من وقت في الدراسة والتخطيط والتفكير، فسيصنع هذا فارقًا كبيرًا في السرعة التي تحقق بها أهدافك.
إن يومك يحوي ١٤٤٠ دقيقة. استثمر واحدًا بالمائة فقط من هذا الوقت في التفكير والتخطيط والدراسة. وسوف تندهش لما يمكن أن تفعله في هذه الدقائق الأربعة عشرة من أجلك. وقد تندهش حين تجد أنك حين تنمي بداخلك هذه العادة، فستأتيك أفكار بناءة في أي وقت من أوقات اليوم بينما تقوم بعمل أي شيء: أثناء غسيل الصحون أو ركوب الحافلة أو حتى الاستحمام.
احرص كذلك على استخدام اثنتين من أعظم الأدوات التي تم اختراعها وأبسطها في نفس الوقت –هاتان الأداتان اللتان حرص على استخدامهما العظماء أمثال توماس إديسون- وهما الورقة والقلم الرصاص. لقد كان يضع الورقة والقلم الرصاص في متناوله على الدوام. وبهذا ستتمكن أنت أيضًا من تسجيل أية أفكار تخطر ببالك في أي وقت من أوقات الليل أو النهار، مثلما كان يفعل هو أيضًا.
من الأشياء الأخرى المطلوبة لاجتذاب الثروة هو تعلم كيفية وضع الأهداف. من المهم لك أن تفهم ما يلي: إن القليل فقط من الناس هم من يعرفون كيف يضعون لأنفسهم أهدافًا، حتى مع إدراكهم لأهمية عمل ذلك الأمر.
تعلم كيف تضع لنفسك أهدافًا. هناك أربعة أشياء مهمة لا بد لك من وضعها في الاعتبار.
قم بكتابة أهدافك. ستبدأ وقتها في بلورة تفكيرك. إن التفكير بينما تقوم بالكتابة يعمل على ترك انطباعات لا تمحى في ذاكرتك.
حدد لنفسك موعدًا نهائيًا. حدد وقتًا لتحقيق هدفك. ولهذا الأمر أهمية كبرى في تحفيزك: حيث ستنطلق صوت هدفك وتواصل التقدم نحوه.
احرص على اتباع معايير مرتفعة. يبدو أن هناك علاقة مباشرة بين سهولة تحقيق الهدف وبين قوة الدافعية. وقد اكتشفت ذلك بنفسك في الفصل ٩ الخاص بكيفية تحفيز نفسك بإرادتك والفصل ١٠ الخاص بكيفية تحفيز الآخرين.
وبصفة عامة كلما كان الهدف الرئيسي الذي وضعته لنفسك عاليًا، صارت جهودك المبذولة في محاولة حقيقة أكثر تركيزًا. والسبب في ذلك هو أن المنطق يفرض عليك أن تحاول على الأقل تحقيق هدف متوسط المدى.
- النجاح من خلال التوجه الذهني الإيجابي