يحضر صلاة الجمعة مبكراً, وينصت الى الخطيب وهو يتحدث عن بر الوالدين , يتأثر بما سمع , والغريب بأنه منذ أسبوع لم يزر والدته التي تسكن معه في نفس الحي وعذره بأنه مشغول .
يقرأ كثيراً عن الذكاء المالي , وقد يحضر دورات عن (عقل المليونير ) ومع ذلك مازال يقترض المال لكي يسافر في الصيف .
يتحدث عن التخطيط وأهميته , وعندما تسأله عن خطته للإجازة الصيفية القادمة يقول ( يارجال خلها بظروفها ).
مهتم بالاستشارات الأسرية ويتحدث عن الرومانسية والانسجام الأسري , ولكنه في بيته أسدٌ هصور والجميع يخاف حتى من الحديث معه .
يتحدث عن القيم والأخلاق وهو أبعد الناس عنها , ويحث على الصدق وهو من أكذبهم .
لو تأملنا في مثل هذه التصرفات لوجدنا أن المعرفة شيء والتطبيق شيء آخر , فلا حاجة في معرفة لا يتبعها تطبيق ينعكس على تصرفاتنا , يقول صلى الله عليه وسلم ( عرفت فالزم ) لذى كان من الدعاء ( ونعوذ بك من علم لا ينفع ).
إذن المعادلة هي : معرفة + تطبيق = سلوك . ويعرف السلوك بأنه : مجموعة من التصرفات التي يقوم بها الفرد خلال نشاطه اليومي من أجل اشباع حاجاته ورغباته .
من الوعي بالذات أن تراقب نفسك وتصرفاتك وتحاول أن تقيم نفسك من وقت لآخر وهل أنت تتقدم أم العكس , فكل ما تفعله وتكرره يكون صعباً في البداية وما يلبث إلا أن يتحول الى سلوك جديد.