معارف

لا تتوقف عن التفكير حين ترجع إلى منزلك!

إذا كنت تريد أن تحصل من موظفيك على أفضل ما لديهم، فضع معيارًا مرتفعًا للأداء في شركتك. إن أقوالك وأفعالك وتصرفاتك ستكون لها علاقة رئيسية مباشرة بقدرتك على دفع مرؤوسيك لبذل قصارى جهودهم. فإذا كنت أنت تبذل أدنى قدر من الجهد، فلا حق لك إذًا في أن تنتظر من موظفيك أن يبذلوا قصارى جهودهم. على سبيل المثال، إذا كنت تأتي إلى العمل متأخرًا، وكنت تنصرف مبكرًا، وإذا كنت لا تبالي بجودة العمل الذي يؤديه مرؤوسوك، وإذا لم تكن مهتمًا بجودة الإنتاج أو بكمّه، وإذا كنت تبدي شعورًا بالملل من وظيفتك، فلا شك أن مرؤوسيك سيكتسبون نفس موقفك تجاه أعمالهم.

أما إذا ضربت لموظفيك المثال الصحيح، وكنت تبذل قصارى جهدك دائمًا، فسوف يفعل مرؤوسوك المثل. إن الحماس ينتقل مثل العدوى. فإذا كنت إيجابيًا ومتحمسًا لعملك، فسينتقل هذا الحماس والإيجابية إلى مرؤوسيك على الأرجح.

يقول “ويليام أ. دوان”، ويعمل مديرًا للأمن بإحدى شركات البترول بـ أوكلاهوما: “إنني لم أقابل أبدًا مديرًا ناجحًا إلا وكان شديد الحافز. وأفضل عوامل الحفز هم أولئك الأفراد الذين يجتهدون في عملهم إلى الحد الذي يبذلون عنده أقصى التزام تجاه وظائفهم.

إن المديرين من أمثال هؤلاء يحفزون موظفيهم عن طريق القدوة إلى حدٍ بعيد. والموظفون يحبون أن يشعروا بأنهم على مستوى من المعايير التي يضعها رئيسهم، وبخاصة حين يكون رئيسهم هذا يبذل كل ما لديه كي يجعل شركته أو قسمه يحقق أعلى درجات النجاح”.

إذا كنت تريد أن تصل إلى القمة فلا تتقبل النظام الحالي بوصفه النظام الأفضل أو الأسلوب الوحيد للعمل.

إن الكثير من الأفراد يقعون ضحية لتفكير الوضع الراهن. فلمجرد أنهم كانوا يؤدون مهمة ما بأسلوب معين، يفترض هؤلاء الأفراد أن هذا الأسلوب هو أفضل طريقة ممكنة، بل ربما يفترضون أنه هو الطريقة الوحيدة. ولهذا فإنهم يقاومون التغيير، بل إنهم يجدون التفكير في تغيير سلوكياتهم أو أساليب تفكيرهم غير مريح، بل ومرعبًا في بعض الأحيان.

ولكن جميع الأنشطة تقريبًا يمكن تحسينها بقدر قليل من التفكير والجهد الإضافي. إن التغيير لا غنى عنه للتقدم، والتقدم لا يأتي إلا مع التغيير.

دائمًا ما يبدأ التغيير بفكرة. إليك إذًا بعض الأساليب التي تقول “كريستينا أيرلاند” إنه يمكنك الاستفادة منها في تغيير الوضع الراهن، وفي تطوير النظام الحالي بحيث تصل إلى القمة. وتعمل “كريستينا” مديرة لقطاع المشروعات الخاصة بإحدى شركات الأدوية.

أعد النظر في أسلوب تفكيرك.

قاوم الأفكار والحلول القديمة، وضع الأساليب المقبولة جانبًا بصورة مؤقتة بينما تبحث عن بعض الأساليب الجديدة. اختبر الأفكار الجديدة بذلك الفضول الجامح الذي يتسم به أي طفل صغير. اكتسب القدرة أو الموهبة التي تتيح لك رؤية الأشياء كما لو كنت تنظر إليها لأول مرة.

طبق أسلوب الحفز العقلي مع بعض الأفراد.

غُص في عقول الآخرين، واطرح الأسئلة لتحفزهم على التفكير. إن الأسلوب الذي نقترحه هنا يتمثل في تأجيل الأحكام النقدية واقتراح أفكار جديدة بدلاً منها. هناك قدر كبير من الوقت للتقييم فيما بعد. أما الآن، فإنك تريد أكبر قدر ممكن من الأفكار الجديدة. دوِّن أي فكرة إذًا مهما كانت تبدو مجنونة. ولا تنسَ أن عليك أن تخلق جوًا من الحرية لتحصل على أفضل النتائج من أسلوب الحفز العقلي.

أطلق لخيالك العنان طول الوقت.

لا تتوقف عن التفكير حين ترجع إلى منزلك. فالأفكار المبتكرة يمكن أن تقفز إلى ذهنك في كل الأوقات، سواء أكنت تتحدث مع صديق، أم كنت تقرأ إحدى الصحف أو المجلات، أم كنت تمشي أو تستحم أو تأكل أو تهذب لحيتك. يمكنك أن تجبر عقلك على التفكير طول الوقت إذا أردت. أبقِ مفكرة في متناول يدك إذًا، فأنت لن تعرف أبدًا متى ستأتي إليك الفكرة، وليس من مصلحتك أن تخسر فكرة مبتكرة فقط لأنك لم تدونها في حينها.

كن مستعدًا لقبول الأفكار الجديدة.

من السهل أن تتوصل إلى مختلف أنواع الأسباب التي تجعلك تميل إلى أن فكرة ما لن تصلح للتطبيق. ولكن إذا كنت تريد أن يبذل أفرادك قصارى جهودهم للتوصل إلى أفكار جديدة وأساليب مبتكرة للعمل، فعليك أن تكون ذا عقل متفتح. ولا بد أن تكون مستعدًا لتجريب أفكارهم بشكلٍ عادل.

عندما تلقي بأي فكرة جديدة جانبًا بشكل تعسفي، فاعلم أنك تدق مسمارًا آخر في نعش شركة تحتضر. لن يمكنك أبدًا أن تحصل من موظفيك على أفضل ما لديهم بهذه الطريقة. إن أي شركة لا تقبل الأفكار الجديدة أو ترفض مجرد الإصغاء إليها لن تنمو أبدًا، بل إنها حتى لن تبقى على ما هي عليه. إن هذه الشركة لا تتراجع إلى الوراء فحسب، بل إنها تحتضر في حقيقة الأمر!

  • النجاح من خلال التوجه الذهني الإيجابي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟